قيل- ان جيلا لا يقدر تراثه
ليس له الحق في الوجود
كذلك احدهم – ان من لا ماض له
لا حاضر له ولا مستقبل
وها نحن اليوم نشهد ولادة كتاب جديد يؤرخ لماضينا وحاضرنا ووجودنا في هذه الديار
ليضمن لنا بقاءنا في المستقبل
قام بتأليفه االأخ والصديق الكاتب الباحث سعيد نبواني ابن قرية جولس الجليلية
حيث اصدره تحت عنوان – جولس لؤلؤة الجليل
هذا الكتاب الذي جاء ليد ثخرة في مكتبتنا التاريخية والتراثية وليؤرخ لمعلومات ويحفظها من الضياع والأندثار
ويعيد الى الأذهان والعقول تراث وتاريخ غاب عن الذاكرة وكادت ان تطويه يد النسيان
!!
فبوركت اليد التي تزرع ولا تقطع
وبركت اليد التي تبني ولا تهدم
وبوركت اليد التي تكتب وتوثق وتؤرخ بصدق ولا تمحي وتزيّف وتتزلّف!! ويوظفها صاحبها في سبيل خدمة أهله وبلده ومجتمعه وامته
كيف لا والكاتب قام بتحويل بيتهم الى متحف للتراث العربي الدرزي يلقي الضوء من خلاله على تاريخ وعادات وتقاليد وتراث بلده وطائفته الذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ وتراث امته العربية
وكاتبنا هو شاب عصامي من مواليد قرية جولس الجليلية من العام 1950 انهى تعليم الابتدائي في مدرسة القرية ثم اكمل تحصيله الثانوي في مدرسة كفر ياسيف ليتابع بعده لقبه الجامعي الاول في الحضارة الاسلامية في جامعة القدس ليعود وينال اللقب الثاني في موضوع علم النفس التربوي
اصدر الباحث حتى الان ثلاثة كتب ك الاول عن العادات والتقاليد والفولكلور
اما الثاني فاصدره باللغة العبرية عن الطائفة المعروفية الدرزية – عاداتها
تقاليدها قصصها التراثية ومأكولاتها الشعبية
اما الكتاب الثالث فقد خصصه عن المرأة في الأمثال الشعبية العربية
وها هو اليوم يتبعهم بكتاب قيم جديد عن بلدته ومسقط رأسه جولس
وقد جاء الكتاب في 224 صفحة من القطع الكبير والصادر عن دار المشرق لطباعة والنشر في شفاعمرو لصاحبها الدكتور محمود عباسي
يهدي الكاتب كتابه الى روح والديه والى عمه واهله ومن ثم الى اهالي قريته والى كل محبي التراث والقيم والعادات العربية الاصيلة والى كل الذين يزرعون الخير في عقول الناس !!
يستهل المؤلف كتابه بقصائد كتبت عن جولس
ثم يلقي نظرة تاريخية على القرية وعلى موقعها الجغرافي والكتب التي ورد ذكرها فيه ثم يكتب عن مكانة القرية واهميتها وعن الاماكن المقدسة فيها
يتابع الكاتب بعدها ليستعرض مواقع القرية ذات الاهمية في نظره كساحة القرية ومصدر اسمها وجولس في مرآة المؤرخين والوثائق التاريخية والارشيفات
ثم يؤرخ المؤلف لجولس من خلال مذكرات لمشايخ اجلاء كوالده المرحوم محمد نبواني مرفقا صورا شتى تلقي الضوء على اماكن وشخصيات ولقاءات تاريخية في القرية
ثم يتحدث عن مواقع الارض في جولس والخرب المختلفة الواقعة حول القرية والاودية والجبال المحيطة بها ثم يكتب عن أنماط البيوت القروية القديمة وطريقة بنائها ومواد البناء التي استعملت في تشييدها ومن ثم يتطرق لأعداد الخبز ومشتقاته
ثم ينتقل الى المواسم الزراعية وانواع المحاصيل والمزروعات التي اعتمد الاهالي زراعتها
بعد ها ينتقل للكتابة عن المهن والحرف التراثية التي زاولها بعض سكان القرية
والصناعات اليدوية التراثية كما لا ينسى الكاتب دور الآبار والبرك في حياة السكان التي استغلها المواطنون للشرب والغسيل وري المزروعات والماشية
بعدها ينتقل الى اراضي القرية الزراعية والوعرية والمراعي غير ناس ان يؤرخ لأسماء المواقع الأصلية حتى لا تطمس وتنتسى مع الأيام
بعد هذا يكتب الباحث مذكرنا بالالعاب التراثية التي كان يزاولها الصغار والكبار قديما
معيدا للذاكرة القصص والحكايات والطرائف التى حفظتها ذاكرة المعمرين من اهالي القرية والتي ما زالوا يتداولونها ويتناقلونها من جيل الى جيل
اما في اخر الكتاب فيفرد فصلا خاصا عن عائلات القرية وفي ختام الكتاب يذيله بالكتابة عن شخصيات طلائعية مرموقة من الناحيثة الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية
كالشيخ المرحوم علي الفارس ( ر )
والرئيس الروحي للطائفة المرحوم الشيخ ابو يوسف امين طريف
ومن بعده خليفته الشيخ ابو حسن موفق طريف
ويتابع ذكر نخبة من الشخصيات الاجتماعية والدينية والسياسية والثقافية التي لعبت دورا او مازالت تلعب دورا هاما في حياة القرية على كافة الأصعدة
ثم يختتم كتابه ملخصا بذلك الدافع الذي وقف من ورائه لتأليف هذا الكتاب القيم
ونحن بدورنا نشد على يد الكاتب الأخ والصديق سعيد آملين له الصحة والمزيد من العطاء على درب الابداع لخدمة الاجيال المستقبلية والحاضرة
تاركا للقراء متعة الرحلة عبر صفحات هذا العمل الجليلي الجليل