هل نستطيع اتخاذ قرار ينص على عدم تشغيل عامل الإحساس فينا ؟!
بل بقمعه, ليصطف جانبًا من غير أن يقوم بمحاولة تأثير على حياتنا ؟!
كيف بإمكان شخص منا أن يتجاهل إشارات توصلها حواسه إلى نفسه حيةً نابضةً , فيقوم بكتم أنفاسها ؟!
هل هي قدرة ؟ قوة ربما ؟ أم ضعف ؟
تلطمني أمواج الحياة, ترميني في كل الاتجاهات, تبعثرني لتعود وتلملمني وتقذفني بكل قوة لأتحطم على شواطئها, فأتمنى أن أكون دمية آلية, لأتخطى كل أنواع الحيرة والشتات, ولأتعامل مع الأشياء كما لو أنها معادلة فيزياء
فتتكسر أمنياتي أمام أول نسيم يحمل عبق الزنبق في ساعات الصباح الأولى, لتصحو بداخلي موجات تحملني لمقعد تتراقص في سماءه شجرة نخيل , تهرب سعفها من ظلها طوال النهار
تُشل أطرافي فتسيطر حواسي على كياني لأستمع بطرب, اشتم بنشوة, انظر لأرى مالا يراه احد, المس أشياء لم تولد بعد, وأتذوق المواقف كما لم يفهمها إنسان من قبل
هنا, تولد ورقة كرز جديدة
ومع كل الإحساس الذي يرافق هذه الولادة, فهي لا تخلو من التعقل أو من معايير الصحة أو الخطأ, فتشمل الواقع, المبادئ والقيم
فإحساسي لا يغيّب اتزاني
أغوص في نفسي لأندم وأتراجع عن أمنياتي وأبارك تكسرها, فلا استطيع تجاهل أنغام رقيقة تعزف على أوتار قلبي