تحيي الجماهير العربية في البلاد الذكرى التاسعة والخمسين لنكبة فلسطين عام 1948، وفي هذه المناسبة يقوم عدد كبير من عائلات المهجرين بزيارة قراهم المهجرة في رحلة العودة للجذور وحرصا منهم لنقل المأساة التي حلت بهم وبالشعب الفلسطيني لأحفادهم والأجيال القادمة
الحاج سعيد بركة
وبهذا اليوم أختارت عائلة النائب محمد بركة رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام، يرافقه أشقاؤه وشقيقاته والوالد الحاج سعيد ، بالقيام بجولة الى قريتهم المهجرة صفورية القريبة من مدينة الناصرة، والتي اقيمت على انقاضها مستوطنة "تسيبوري"، وشارك في الجولة أيضا عدد من مهجري القرية من سكان مدينة الناصرة ومن بينهم عضو البلدية خالد نجم
الحاج سعيد مع احفاده
وما زال الحاج سعيد بركة يتذكر تفاصيل سقوط قريته صفورية بيد العصابات الصهيونية عام 1948 حيث يحرص دائما على روايتها لأحفاده قائلا:" احدث احفادي دائما عن ذكرياتي في قريتي صفورية ، فهذا ارث علينا نقله للأجيال القادمة"
ولم يخف الحاج سعيد شعوره بالحنين بالعودة الى بيته رغم أنه يؤكد ان ذلك لن يكون في عهده بعد جيل 75 عاما وقال:" الحنين دائما لدينا بالعودة، فقريتي صفورية في قلوب جميع أهلها ولا يمكن مسح ذاكرة الماضي من أذهانهم فهذه الذاكرة تبقى خالدة ولا تنسى"
النائب بركة وزوجته يحضران القهوة
النائب محمد بركة نجل الحاج سعيد قال:" نأتي الى هنا لتشييد ذاكرة مكتسبة ونقلها لأبنائنا، لأننا هنا ولدنا وهنا ولدت ذاكرتنا، فالعبرة الأساسية من النكبة واللجوء وحقيقة أن غالبية شعبنا لاجئين هي أن نقول أننا على هذه الأرض باقون اما واقفين عليها واما فيها ولا خيار ثالث لنا"
ووجه النائب بركة كلمته للشعب الاسرائيلي قائلا:" على الاسرائليين أن يفهموا روايتنا وأن يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا وهذا ليس اعتراضا على استقلال اسرائيل وانما اعتراض على واقع النكبة واللجوء، وعلى غياب حق تقرير المصير لشعبنا الفلسطيني"
وأشار النائب بركه في حديثه الى ضرورة الاعتراف بمبدأ حق العودة وترك هذه القضية للاجئين أنفسهم بقبول العودة أو عدم العودة، وأوضح النائب بركة أنه في هذا اليوم اذا كان ثمة غضب فهو على المؤسسة الاسرائيلية التي شردت الشعب الفلسطيني وطردته من أرضه
سعيد وحنين الى ايام الطفولة
زوجة النائب محمد بركة ، الدكتورة آمال حدثتنا ان اولى زياراتها بعد زواجها كانت لقرية صفورية ، مشيرة الى ان زوجها يحرص دائما برفقة الاولاد على زيارة قرية صفورية كلما سمح له الوقت بذلك
خالد نجم عضو بلدية الناصرة قال: "إننا أبناء الجيل الذي تم اقتلاعه في صفورية، ونعتز بكوننا مواطنين في جارتنا الناصرة، ولكننا تربينا على أننا أولاد صفورية، وما يؤلمنا أننا أصبحنا رغما عنا جيران أرضنا وبلدتنا لم يبق منها سوى الأطلال"
وتابع نجم قائلا:" نحن شعب لا نعرف اليأس، بل الأمل هو الذي يقودنا، ونحن على قناعة ان الحق لا بد وأن يعود لأصحابه، ونحن لم نحظ في العودة فالأجيال القادمة لا بد وان تحقق الهدف، إذا عرفنا كيف نثقفها على هويتها ووطنه"