*مراقبون:"معروف أن هجمات طالبان تتصاعد مع حلول فصل الربيع وذوبان ثلوج الشتاء "
يبدو أن طالبان مصممة على أن يكون عام 2009 الأكثر دموية للقوات الأجنبية في أفغانستان ، حيث لقى 4 جنود أمريكيين مصرعهم السبت في تفجير انتحاري نفذه أحد عناصر طالبان بولاية ننجهار شرقي أفغانستان
وجاء مصرع الجنود الأمريكيين بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الكندية عن مقتل أربعة من جنودها وإصابة ثمانية جنود آخرين، في هجومين منفصلين لطالبان غربي إقليم قندهار، أحد أكثر مناطق الصراع في جنوب أفغانستان
إلى ذلك، لقي أحد أفراد الشرطة الأفغانية مصرعه نتيجة هجوم بسيارة مفخخة، استهدف نقطة تفتيش أمنية قرب مدينة جلال آباد في إقليم ننجهار أيضا
التطورات السابقة فسرها المراقبون بأنها صفعة قوية لاستراتيجية أوباما الجديدة في أفغانستان التي تقوم على زيادة عدد القوات الأمريكية والقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن فى أفغانستان التي يقودها الناتو "، فمعروف أن هجمات طالبان تتصاعد مع حلول فصل الربيع وذوبان ثلوج الشتاء ، ومن شأن زيادة تحركات وانتشار القوات الأمريكية في جنوب أفغانستان إيقاع المزيد من الخسائر في صفوفها لأنها ستكون في مرمى هجمات طالبان مباشرة
أيضا فإن الخسائر التي طالت أمريكا وحلفائها خلال الأيام الأخيرة ستضع عقبات كبيرة أمام فرص نجاح أوباما في إقناع دول الناتو بزيادة عدد قواتها ،ففي 15 مارس، لقى 8 جنود أمريكيين مصرعهم في تفجير انتحاري بولاية ننجهار ، كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في 16 مارس عن مقتل جنديين بريطانيين في إقليم هلمند جنوب أفغانستان وفي 14 مارس أعلنت عن مقتل أحد جنودها إثر انفجار قنبلة استهدفت دوريته الراجلة فى منطقة "قلعة موسى" شمال اقليم هلمند أيضا ، وبمقتل الجنود الثلاثة ، ارتفع عدد الجنود البريطانيين الذين لقوا مصرعهم منذ بدء العمليات العسكرية في أفغانستان عام 2001 إلى 152 جنديا
وتأتي بريطانيا في المرتبة الثانية من حيث عدد قتلاها العسكريين في أفغانستان، حيث تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى، بخسائر بلغت 575 قتيلاً حتى اواخر فبراير 2009 ، بينما تأتي كندا في المرتبة الثالثة، بخسائر بلغت 112 قتيلاً ، وهو الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر للإعلان أن بلاده والولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي تخوض حربا غير مجدية ضد حركة طالبان ، قائلا :" لن نستطيع أبدا هزيمة طالبان ، لن نرسل المزيد من القوات الكندية إلى هناك"
ويبدو أنه لم يعد أمام أوباما سوى الاستجابة لصوت العقل ولعل تصريحه الأخير بأن إدارته قد تحاور المعتدلين في حركة طالبان يأتي استجابة للواقع الذي فرضته الحركة ،وكان أوباما قد أعلن في فبراير الماضي عن اعتزامه إرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، ليصل إجمالي عدد القوات الأمريكية هناك إلى 55 ألف جندي، إلا أنه في 8 مارس قال لصحيفة "نيويورك تايمز" إن إدارته تراجع استراتيجية الحرب الراهنة في أفغانستان، وإن الوقت ربما حان للتفاوض مع طالبان "