قام سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بعد ظهر اليوم الجمعة بزيارة بلدة عابود الفلسطينية (قضاء رام الله ) حيث ترأس صلاة المديح الأولى في كنيسة العذراء التاريخية والأثرية بمشاركة الأرشمندريت حنانيا ومرتلي الكنيسة وحشد من المؤمنين من عابود والقرى المجاورة
وهذه الخدمة وفق الطقوس الكنيسة الارثوذكسية تأتي تكريما للسيدة العذراء ألتماسا لشفاعاتها ورغبة بأن تكون نموذجا لكل أنسان مؤمن في حياته لكي يتأمل في سيرتها الطاهرة التي كانت حياة طهر وقداسة وبتولية
وهذه الصلاة تقام مساء أيام الجمعة في فترة الصوم الأربعيني المقدس
كنيسة عابود الأثرية تاريخها يعود للقرن السادس للميلاد وفيها أيقونات تاريخية يزيد عمرها عن 200 عام لا سيما أيقونة السيدة العجائبية التي ما زالت موجودة حتى الأن وتسمى بأيقونة سيدة العابودية
الرعية الأرثوذكسية في عابود متمسكة بكنيستها الأثرية ويقيمون فيها كافة أفراحهم وأتراحهم أضافة الى قداس يوم الأحد والأعياد
سيادة المطران عطاالله حنا في نهاية الصلاة ألقى كلمة حول شخصية السيدة العذراء ولماذا تكرمها الكنيسة متحدثا عن فضائلها وشارحا المعاني الروحية لصلاة المديح التي تتلى في فترة الصوم المقدس
سيادته تطرق في كلمته الى تطاول أحد الصحفيين الأسرائيليين في أحدى محطات التلفزة الأسرائيلية على شخص السيد المسيح وأمه البتول القديسة مريم
فعبر عن شجب وأستنكار ورفض الكنيسة لهذا التطاول ولهذه الأساءة معتبرا بأنها أساءة لا تمس مكانة السيد المسيح والعذراء ، فهي مكانة سامية مهما تطاولوا عليها لن يتمكنوا من النيل منها وأن من أساء الى الرموز الدينية أنما أساء الى نفسه والى المؤسسة الأعلامية التي يمثلها
ثم لا غرابة أن يقوم قتلة الأطفال والأبرياء في غزة بالتطاول على الرموز الدينية فمن يقتل الأطفال وينتهك الأعراض ويدمر المنازل على من فيها لا يوجد عنده ضمير ولا أحاسيس أنسانية وبالتالي ليس عسيرا عليه التطاول على الديانات والرموز الدينية
وأن ردنا على هذا التطاول البذيء أنما هو بالتمسك بالأيمان وقيمه ومبادئه السمحة وأذا ما حاربوا الدين سنزداد تمسكا بالمبادىء الدينية والأخلاقية والحضارية
فالمسيحية أضطهدت في عصور شتى ولكنها بقيت شامخة ولن يتمكن لا صحفي أسرائيلي ولا غيره من النيل من قدسية وسمو الديانة المسيحية
ونحن في الوقت الذي فيه نرفض التطاول على شخص السيد المسيح وأمه العذراء نرفض التطاول على الديانات الأخرى خاصة أن هنالك تطاولا أستهدف الديانة الأسلامية أيضا وهذا مرفوض من قبلنا ومستنكرا بشدة
وحث أبناء الكنيسة على الصوم مؤكدا أهمية ممارسة الصوم من أجل التقدم في الحياة الروحية مؤكدا بأن صومنا يجب أن يكون مقرونا بقراءة الكتاب المقدس والكتب الروحية الأخرى وكذلك التوبة وأعمال الرحمة أضافة الى المشاركة في الحياة الليتورجية الكنسية حيث أن هنالك زخم في الصلوات والطقوس خلال هذه الأيام المباركة
وبعد الصلاة وزعت الرياحين وأيقونات العذراء على المصلين الذين تقدموا لزيارة أيقونة السيدة العذراء ألتماسا لبركتها وشفاعتها