*بركة:هناك من اقتصر خطابه في الانتخابات على العداء للجبهة واعتقدنا أنهم سيتوقفوا بعد الانتخابات ولكنهم واصلوا
*انتخبنا قائمتنا تحت ضوء الشمس وبين الناس وهم أغلقوا على أنفسهم القاعة، وانتخبوا قائمة ثم راح يلملموها ويتقاسموها أنصافا وأرباعا
*د
سويد: أمامنا تحديات، ولكننا أثبتنا أننا قادرون على التحدي وتجاوز المرحلة
*د
حنين: ادخال أم الفحم إلى الكنيست يحمل رمزية خاصة أمام تنامي العنصرية والتطرف
*د
إغبارية: الجبهة حققت شعارها: من لا يريد أم الفحم فسيجدها في الكنيست
احتشدت الجماهير الغفيرة مساء السبت في قاعد الأنيس في مدينة أم الفحم، للمشاركة في مهرجان الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بانتصارها في الانتخابات البرلمانية، إذ ضاقت القاعة الرحبة بالحشود، واضطر المئات للوقوف داخل وخارج القاعة
وقد طغت على المهرجان أجواء الفرح، وامتدت الأهازيج الوطنية والشيوعية لفترة طويلة، إذ استقبل الحضور فرقة قارعي الطبول التابعة لفرع الشبيبة الشيوعية في مدينة أم الفحم، ثم استقبل الحضور أعضاء كتلة الجبهة البرلمانية، النواب محمد بركة وجنا سويد وعفو إغبارية، ومع افتتاح المهرجان وصل إلى المكان، رئيس بلدية الناصرة، رامز جرايسي، الذي قبل ساعات من المهرجان، انتخب بالإجماع، رئيسا للجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العرب، والى جانبه رئيس بلدية كفر قاسم، نادر صرصور، الذي انتخب ناطقا بلسان اللجنة، فاستقبلهما الجمهور وقوفا وبالأهازيج
وافتتحت المهرجان الشابة الجبهوية نصال مهنا التي أكدت أن تكريم أم الفحم بهذا المهرجان لا بد وأن يكون انطلاقة متجددة لأم الفحم ومنطقتها، كما أن أم الفحم تعتز بانتخاب ابنها عضوا في الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وهو ابن الحزب الشيوعي والجبهة
وكانت الكلمة للنائب د
عفو إغبارية الذي رحّب بالحضور بحرارة في أم الفحم، التي وصفها بالاسم الحركي لفلسطين ورأس حربة في نضال الجماهير العربية، والصف الأول بالتصدي للفاشية والفاشيين
وحيّا الجبهة وكوادرها على وعدهم الصادق بالرّد على دعوات الترانسفير بحق أم الفحم وأهلها، بإدخال أم الفحم إّلى الكنيست وهو ما كان
وتوقف إغبارية عند الدور التاريخي للحزب الشيوعي والجبهة والرعيل الأول من المناضلين للحفاظ على بقاء الجماهير العربية والتصدي لمخططات التهجير والتجهيل والمخططات لجعلنا حطّابين وسقاة ماء، كما هاجم إغبارية كيل المستشار القضائي للحكومة بمكيالين، إذ تساهل مع الفاشيين ومع مخططهم الأخير بتفجير الانتخابات في أم الفحم وفي المقابل ينوي تقديم لائحة اتهام باطلة ضد النائب محمد بركة بتهمة صفع جندي بإصبعه!
وأنهى إغبارية خطابه بالقول: أقول للفاشيين ومعهم مزّوز خسئتم، وأما بركة ورفاقه فلسان حالهم يقول يا جبل ما يهزك ريح
وأكد النائب د
دوف حنين في كلمته على أن" الحزب الشيوعي الذي عرف كيف يصد كهانا قبل عشرين عاما في أم الفحم، سيصد اليوم بعربه ويهوده صغار كهانا، ويمنع المسّ بأم الفحم ومكانتها"
وأشار حنين إلى المخاطر والتحديات السياسية القادمة، وقال "نحن هنا لنحتفل بنصرنا الكبير والتاريخي ولكننا جئنا لنقول أننا أقوى وأقدر على مواجهة التحديات وأنّ إدخال ممثل ام الفحم إلى الكنيست يحمل رمزية في غاية الأهمية"
كما أشار حنين إلى التحديات أمام الجبهة وخاصة كونها القوة اليسارية الأكبر، وتتحمل مسؤولية بناء يسار جديد وواسع، يسار عربي يهودي شجاع مبدئي مثابر قادر على منح الأمل للشعبين في هذه البلاد
ثم القى الشاعر الشعبي يوسف امين الأسدي، قصيدتين رائعتين عن الجبهة وتاريخها وقيادتها، وهو نجل الشاعر الراحل وصديق الحزب والجبهة التاريخي أمين الأسدي، وحفيد الشاعر الشعبي البارز أبو السعود، التي ترك بصمات رائعة وعذبة على تراث الشعر والزجل الشعبي الفلسطيني في البلاد
كن جميلا فتفهم فرح الناس بالجبهة
وكانت الكلمة للنائب د
حنا سويد، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية، فقال، ها هي الانتخابات قد انتهت، وخلال الانتخابات يجري توزيع الوعود والعهود، وهناك من يغيب فور صدور النتائج، أما الجبهة فقد أثبتت على مدى عشرات السنين أنها العهد الصادق، الباقية كل لحظة بين الناس والجماهير تحمل همومها وتعالجها، وتقودها في نضال عنيد من أجل حقوقنا والمساواة
وتابع سويد قائلا، هناك من يزعم أن الجبهة لا تعرف كيف تحتفل بفوزها، ولكن في هذه المقولة اعترافا ضمنيا بأن الجبهة حققت انجازا هاما، أما الشق الثاني فإننا نستند إلى بيت الشعر الذي قال، كن جميلا ترى الوجود جميلا، ولكن من ليس جميلا، لا يمكن أن يرى فرح الجبهة، وفرح الناس في الجبهة، نحن نحتفل مع الناس وفي كل مكان، لأننا حققنا انجازا يرفع رأس شعبنا
وأضاف سويد قائلا، أريد أن تسمح لي الجبهة، أن تقرر هذا العام إهداء نصر الجبهة إلى الدكتور عفو إغبارية، وأم الفحم بأسرها، فأم الفحم أثبتت أنها على العهد، ونحن سنبقى أوفياء لها
وأكد سويد، أننا نقف في هذه المرحلة أمام تحديات صعبة، ولكننا أثبتنا أننا قادرون على مواجهة هذه التحديات وأن ننتصر ونواصل المسيرة، وقد قلنا ونؤكد هنا مرّة أخرى، أن لنا هنا بقاء نحميه ومستقبل نبنيه
صنا البقاء وحمينا اللغة والقامة
وكانت الكلمة للنائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فافتتح كلمته قائلا، إننا نتطلع إلى الانتصارات التي يحققها حزبنا الشيوعي وجبهتنا الديمقراطية كوسيلة كفاحية، وليس من اجل عد الأصوات، ولهذا فإننا نكرس هذا الانتصار للشعب المعذب، للشعب المقهور، لأن هناك من أراد أن يصنع مجده على لحوم أجساد أبناء شعبنا في غزة، ولهذا فإن هذا الانتصار هو حربة الدفاع عن أهالي غزة وعموم أبناء شعبنا، ونحن نستخدم هذا الانتصار شوكة في حلق من يوجه حرابه ضد شعبنا
وقال بركة، إن الجبهة تحقق الانتصار تلو الانتصار، لأنها ربطت مصيرها بمصير هذا الشعب، هذه الجماهير الصادقة التي تعاني من سياسة التمييز العنصري، والى جانبها القوى اليهودية الديمقراطية الصادقة، التي زاد التفافها في هذه الانتخابات حول الجبهة، والناس تعرفنا، تعرف الجبهة، وتمنحها الثقة تلو الثقة
وتابع بركة قائلا، ليس صدفة أن ينتخب اليوم القائد الجبهوي، رئيس بلدية الناصرة، رامز جرايسي بالإجماع رئيسا للجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وهذه شهادة شرف له وللجبهة، لعطائه وإخلاصه وتضحياته من اجل شعبه ومهنيته، وهو اليوم كما دائما بيننا، وبهذه المناسبة أيضا نرحب بالجبهوي العريق، الأخ نادر صرصور، رئيس بلدية كفر قاسم، الذي انتخب اليوم ناطقا بلسان اللجنة القطرية للرؤساء
وقال بركة، إننا نعتز بأننا عنوان الشراكة النضالية العربية اليهودية الحقيقية، لأننا سعينا طيلة الوقت إلى ضم مناصرين لقضيتنا العادلة، فأنا ليس كل العرب أخوتي، كما أن ليس كل اليهود أعدائي، فهناك عرب في أحزاب صهيونية، صهيونيتهم أشد من صهيونية قادتهم، وهناك يهود يناضلون من أجل قضيتنا وحقوقنا وصدورهم مفتوحة، في أخطر الميادين
وتوقف بركة عند مجريات الحملة الانتخابية البرلمانية، وقال، طيلة الحملة الانتخابية دعونا إلى نقاش حضاري، يوجه حرابه ضد الأحزاب الصهيونية، ويسعى إلى رفع نسبة التصويت في الشارع العربي، ولكن هناك من خصص كل خطابه لمعاداة الجبهة بشكل حاقد، وواجهنا كل يوم وكل ساعة توجهات لأن نرد عليهم، ورفضنا، لأننا تمسكنا بالمبدأ الذي وضعناه
وتابع بركة، لقد انتهت الانتخابات واعتقدنا أنهم سيتوقفون عن تطاولهم الآن ، فالمهمة ما تزال موجهة العنصرية وسياسة الحكومة، ولم يعد حاجة لهذا العداء اذا كان الهدف منه جمع الأصوات، ولكنهم لم يسكتوا ولم يكفوا، وقد واصلوا وصعدوا هجومهم الخسيس، فماذا نفعل الآن، هل نرد عليهم؟
وهنا قاطع الحشد الكبير الذي ضاقت به القاعة الرحبة، بهتاف: "متطاول على الشيوعية خائن مئة بالمئة
لملموا قائمتهم تقاسموها أنصافا وأرباعا
وقال بركة، إنهم يهاجموننا، ويحاولون دمغنا بما هم غارقون فيه من تبعية، نحن في الحزب الشيوعي والجبهة نعتز أننا كنا وما زلنا في الطليعة، نحن أول من وضع صيغة الحل، ومن ثم تبنت موقفنا الفصائل الفلسطينية والشرعية الدولية، ونحن نعتز أن امتدادنا في الساحة الفلسطينية هو تيار اليسار الفلسطيني، ونعتز أنه قبل الحرب على غزة، صدر بيان تاريخي موقع من جبهتنا الديمقراطية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وقد تبع ذلك بيان تاريخي آخر بعد الحرب، صاغ مهمات المرحلة المقبلة
وتابع بركة قائلا، إننا نعتز أننا نقف إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية ومشروعها الوطني، ونؤكد على أنه قد تكون ضرورة إعادة بناء وضم فصائل أخرى، ولكن نرفض أي يد ترفع على منظمة التحرير بوصفها الانجاز التاريخي لشعبنا الفلسطيني
وأكد بركة، إننا في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، صغنا البقاء في الوطن، وحمينا اللغة والقامة المرفوعة، ولكن هناك أشكال آخر زمن تأتي لتتطاول، فمن هم وما هو رصيدهم، فهل نحن شعب من دون تاريخ، حتى يأتي البعض ليدعي ما يدعي وكأن كل شيء بدأ من عندهم
وتابع قائلا، منهم من كان بيننا في الحزب الشيوعي، ونعرف متى خرجوا، لقد غادروا صفوف الحزب حين كانت محاولة لضرب الحركة الشيوعية، في أيام غورباتشوف، فتمسكوا بغورباتشوف وخرجوا، ولكننا تمسكنا بمبادئنا الماركسية اللينينية، وأبقينا على الحزب شامخا، رغم تفكك النظام الاشتراكي، وهم غادروا واختفى معهم رمزهم، فباتوا يتلمسون اللجوء من مكان إلى مكان، حتى وصلوا إلى قطر، فأين هي محطتهم القادمة، أما نحن فهنا باقون، على أرضنا باقون، لأننا عاهدنا أن نبقى إما عليها أو فيها
وقال بركة مستخفا بأولئك المهاجمين قائلا، لقد عايرونا بقائمة الجبهة، فها هي قائمة الجبهة أمامكم، انتخبناها في قاعة مفتوحة أمام شعبنا وجماهيرنا كلها، وتحت سمع وبصر وسائل الإعلام، ونعتز بأن تعبر عن النسيج الاجتماعي لشعبنا، وعلى أسس سياسية واضحة توحد جميع من فيها، أما هم، فقد أغلقوا القاعة على أنفسهم وطردوا الصحفيين، وقلبوا الكراسي على بعضهم، وخرجوا بقائمة، ثم راحوا يلملموها من هنا وهناك، فضموا زكور وغيروا التركيبة التي انتخبها مؤتمرهم، وراحوا يتقاسمون أنصاف وأرباع كراسي، من أجل المسايرات والمحاصصات الطائفية
وانطلقنا بقائمتنا إلى الناس، التي منحتنا 112130 صوتا، دون شراء ذمم، هذه أصوات حلال زلال نظيفة نقية، كنقاوة شعبنا، نعتز بها، ونعاهدها بأن نواصل مسيرة التضحية والعطاء
ورغم ذلك فيدنا ما تزال ممدودة للتعاون
وقال بركة، إنه على الرغم من حملة التشهير والعداء التي استمرت لأشهر، ورفضنا الرد عليها طيلة الحملة الانتخابية، ورغم ما جرى حتى في الأيام الأخيرة، فإننا ما نزال ملتزمين بما دعونا إليه طيلة الوقت، وهو أن يدنا ممدودة للتعاون في مواجهة التحديات، لأن واجبنا حماية الناس لا أن نحتمي بها، وإننا ندعو العقلاء من بين أولئك الذي لا يكفون عن مهاجمتنا، إلى أن يمدوا أيديهم، لأن مصلحة جماهيرنا هي الأهم دائما
وهنا انتقل بركة إلى إعلان المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز، نيته تقديم لائحة اتهام ضد النائب بركة، بزعم "الاعتداء" على جنود احتلال وشرطة وفاشيين في ثلاث مظاهرات، وقال، إن هذه مزاعم حاقدة، ولكن إذ كانوا يدعون هذا، فإنا اعتز أنني أدافع عن شعبي وعن القوى الديمقراطية المناصرة للسلام، وأعتز بأن لائحة اتهام تأتي على أفعال، وليس على مجرد كلام بكلام
وتابع بركة قائلا، إن توقيت الإعلان عن هذا القرار لم يكن صدفة، بل جاء بعد 9 أيام من صدور النتائج، وهذا بحد ذاته انتقاما منكم أنتم لأنكم حققتم انتصارا عذبا للجبهة الديمقراطية، التيار السياسي والاجتماعي والوطني الأول في الشارع العربي، وقوة اليسار الحقيقية الأولى في البلاد عامة
وقال بركة، إذا ما أصروا على محاكمتي، فأنا هنا وباق هنا، لن أهرب إلى أي مكان، لأن هذه أرضي وهذا بيتي وهذا وطني الذي لا وطن لي سواه، فالهرب ليس في قاموسنا، لأننا الحزب صانع مأثرة البقاء، والبقاء قيمة عليا في مقارعة الحركة الصهيونية، ونحن هنا باقون فلنا في هذا الوطن بقاء نحميه ومستقبل نبنيه وما بدلوا تبديلا