الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 16:01

رحلة اكتشاف الموت في قطاع غزة

كتب:محمد محسن وتد
نُشر: 26/01/09 21:32

* أجرى الطاقم الطبي الفحوصات والإستشارات الطبية لعشرات الجرحى ذوي الإصابات الصعبة وأجرى عدد من العمليات الجراحية

* عدد شهداء العدوان والحرب على غزة بلغ حتى الان ١٣٣٧ شهيدا، منهم ٤٣٧ طفلا و١١٠ نساء وبلغ عدد الجرحى ٥٤٥٠ جريحا


رائحة الموت ترفض أن تفارق مجزرة غزة، أشلاء شهداء ما زالت تحت الانقاض عائلات مشردة تبحث عن المجهول، أطفال يعبثون بالانقاض علهم يجدون لعبتهم أو ذويهم أذا ما بقوا  على قيد الحياة، يبحثون عن المستقبل بين الركام والدمار، أصوات الصواريخ والاباتشي والمدفعية ما زالت تدوي في القطاع، شعب يرفض الخنوع والخضوع للمؤامرات، دمار وخراب في كل مكان، بيوت وعمارات سويت بالأرض، مصانع وورش وكأنها لم تكون في يوم من الأيام، غزة غارقة بدماء شعبها وأرضها محروقة، جيش الاحتلال استهدف الانسان والشجر والحجر

  أحياء سكنية مكتظة دمرت بالكامل، أصحابها يوقفون على الركام بعيون حزينة ولكن بعزيمة وثبات يعيشون نكبة وراء نكبة، أجيال من الاطفال دمرت رسخت في ذاكرتها هول المجازر، تعيش تحمل هموم شعبها مثقلة بالتناقضات والتحديات سترفض التسوية والمساومة على قضية شعبها، وان قبل الجيل الحالي التسوية، شعب يسطر التاريخ ويعيد النظر مجددا في الصراع 

مزارع وبيارات جرفت

حظائر أبقار وأغنام وبركسات الدجاج هي الاخرى لم تسلم من المجازر

مباني وعمارات الوزارات دمرت بالكامل، شوارع جرفت وهدمت

أطفال ونساء وشيوخ بلا مأوى، جرحى ومصابين يصارعون جراحهم يرفضون الموت، وآخرون يبكون ذويهم وأبنائهم وأقاربهم الشهداء



هذا بعض ما شاهده وفد رابطة الأطباء لحقوق الإنسان الذي دخل  عاد قبل عدة ايام من غزة، حيث مكث الوفد الطبي ثلاثة ايام بهدف تقديم المساعدة الطبية وإجراء العمليات الجراحية والإطلاع على حجم العدوان والحرب  الإسرائيلية على قطاع غزه وإعداد البرامج المستقبلية خاصة في مجال التأهيل للجرحى والمصابين ومواصلة أعداد فرق محلية في مجال الصحة النفسية لمتابعة حالات الهلع والذعر والصدمات النفسية بسبب الحرب الطاحنة هناك

وضم الوفد كل من صلاح حاج يحيى رئيس الوفد الطبي إلى قطاع غزة والأطباء خالد جسار حسن متاني، حسن محاميد، عفو أغبارية، رائد حاج يحيى، رياض حداد، محمود محاميد، عبد الله أبو عصبة، مصطفى ياسين، والأخصائيين النفسيين محمد منصور ومحمود سعيد



وأجرى الطاقم الطبي الفحوصات والإستشارات الطبية لعشرات الجرحى ذوي الإصابات الصعبة وأجرى عدد من العمليات الجراحية خاصة في مجال جراحة العظام

ومن بين الحالات أجرى طبيب العظام مصطفى ياسين عملية جراحية من خلالها أنقذ يد فتاة تبلغ من العمر ٢٥ عاما كان تقرر بتر ليدها وكانت قد خضعت للعلاج في القاهرة وعادت إلى أرض غزة

حيث شاء القدر وصول وفد أطباء لحقوق الإنسان وهكذا تم إنقاذ يدها من البتر

وعلى هامش الزيارة، التقى الوفد بوزير الصحة الفلسطيني باسم نعيم وبأركان الوزارة ومدراء المشافي والأقسام واستمع إلى ألاحتياجات والصعوبات التي واجهت الطاقم الطبي في الأيام الأولى للحرب، خاصة في ظل استمرار الحصار الظالم على القطاع ونقص في الكوادر الطبية والأجهزة والمعدات والأدوية ومستلزمات غرف العمليات ومنع الطواقم الطبية من مغادرة القطاع للإلتحاق بدورات استكمال ومشاركة في المؤتمرات الطبية



وتبين من المعطيات شبه النهائية أن عدد شهداء العدوان والحرب على غزة بلغ حتى الان ١٣٣٧ شهيدا، منهم ٤٣٧ طفلا و١١٠ نساء وبلغ عدد الجرحى ٥٤٥٠ جريحا ٥٠% منهم أطفال ونساء وتبين أن ١٢% من الجرحى يعانون من إعاقات دائمة في الحركة، السمع، البصر، بتر في الساقين أو اليدين

كما ونقل إلى مشافي الدول العربية ٧٠٤ جرحى مصابين بإصابات صعبة خطيرة وحرجة بعد ان تم السيطرة على وضعهم داخل مشافي القطاع



وقال صلاح الحاج يحيى رئيس الوفد:" ان مئات الأطباء المتواجدون منذ عدة أيام داخل مشافي القطاع حضروا من عدة دول عربية كمصر، الأردن، العراق، السودان، اليمن

كذالك من ماليزيا وتركيا ودول أوروبية وذلك في كافة التخصصات الطبية حيث كان لذلك الأثر الكبير في نفوس القائمين على الجهاز الصحي

كذلك وصلت مساعدات طبية كثيره إلى القطاع، إلا انه ومن الفحص السريع  فان ٦٠ بالمئة من المساعدات لا تفي بالحاجة، هناك ضرورة وحاجة فورية،ا لغرف العمليات او غرف الطواري وانه ما زال هناك نقص كبير في المساعدات الطبية المنتظرة"

أضاف حاج يحيى:" ان الوفد الطبي تجول مع باقي الوفود الطبية في الاماكن التي قصفت ودمرت سواء من الطائرات او الدبابات او البوارج الحربية حيث كانت المشاهد رهيبة جدا وكأن زلزال باعلى درجات ريختر قد ضرب هذه البلاد حيث كان المشهد الأعنف في حي الزيتون حيت عائلة السمونة التي فقدت العشرات من أبنائها

والعطاطرة وعزبة عبد ربه وبيت لاهية وبيت حانون

  مقر الجوازات والجامعة الإسلامية المجلس التشريعي الفلسطيني، مجمع الوزارات الحكومية، مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني ومقر وزارة العدل والتعليم ومباني ومجمعات عديدة بالإضافة إلى عدد كبير من المساجد سويت بالأرض وتدمير البنية التحتية ولم تسلم سيارات الإسعاف ومباني المستشفيات من القصف الهمجي الإحتلالي

وعلى صعيد أخر تواصلت على مدار يومين دورة تدريبية لأخصائيين نفسيين من عدة منظمات أهلية بالإضافة إلى مستشفى الصحة النفسية نظمتها رابطة الأطباء للعشرات من الأخصائيين وذلك في التعامل مع مصابي الصدمات النفسية للمواطنين في القطاع وخاصة الأطفال

وتواصلت اللقاءات والإجتماعات مع مندوبي منظمات حقوق الإنسان في غزة  وذلك للاستماع لتقارير ودراسة اوجه التعاون مستقبلا حول جرائم غزة

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.74
USD
3.95
EUR
4.75
GBP
328955.81
BTC
0.52
CNY
.