صديق موقع العرب الدائم كيفين سليمان، قرر بحث موضوع الزواج المبكر في اوساط الجمهور والمختصين
كيفين عاد مع النتائج التالية:
في العصر الراهن أصبح الزواج المبكر موضه قديمه ينظر لها شبابنا، على أنه تخلف ورجعيه، بل ويعتبره البعض ظلم يربط مصير الفتاه أو الشاب مبكرا بقيود مسؤليات الحياة، وكثيرا ما تجد رجل بالخمسين من عمره وأكبر أولاده يناهز الخمسة عشر فكلاهما لا يتمتعان بالعلاقة الأبويه الحميمه التي تنشأ من غريزه طبيعيه خلقها الله وجعلها نعمه من نعم الحياه، لذلك من الطبيعي أن تجد الفجوه قد أتسعت بين الشباب والأباء مما يؤدى إلى خلل في العلاقه بينهما الأمر الذي يؤدى إلى سوء التربيه وعدم تقبل الأبناء لأساليب الأباء في النصح مهما كانت إيجابيه وهذا ما يفسر إختلاف أخلاق الجيل الحالي عن أخلاق ومباديء الجيل السابق الفاضله
قد يناقشني بعض الشباب بظروف معيشتهم الصعبه وأهمها الفقر والغلاء لمنعهم من الزواج المبكر و لهؤلاء أقول بإنني لم أقصدهم بل أقصد بموضوعي هذا من توفرت له فرص وامكانية الزواج ولكنه رفضها لهدف التمتع بحياة الحريه والتملص من مسؤليات الحياه وقد تكون لأسباب أخرى
ولكن الخطأ الذي يقع فيه بعض البنات والأهالي هو أنهم يريدون من الزوج أن يكافح ويحصل على الشهادة ويمتلك المنزل والسيارة والدخل ثم يأتي لخطبة البنت، ولا يوافق أن تشاركه البنت كفاح الحياة، وشظف العيش، وصراع الوجود وتخطي العقبات، وهذا سر البلاء ومنشأ الخطأ ودليل الأنانية ويحرم الزوجة من تقدير النجاح عندما يحلو العيش بعد مرارته، ويحرم الزوجين من النشوة بذكريات تخطي العقبات
إن عدم مشاركة المرأة زوجها حياة البناء وبناء الحياة من أول السلم يجعل المرأة وكأنها جائزة أو سلعة لا يشتريها إلا القادر على الثمن، وليست شريكة حياة ومعاناة وآمال وآلام، يساعد فيها أحدهما الآخر مسرورا إن ساعد أو تمت مساعدته
إن المرأة العاقلة الإنسانة المثقفة المناضلة هي التي تتزوج الشاب وتعاضدة، وليست من تتزوجه بعد انتظار ليكون غنيا إثر فقر، وكأنما تزوجت غناه لا إنسانيته
والحقيقة أن كثيرا من البنات والعائلات ليرحبن بالرأي ويرين مشاركة الزوج في العناء قبل الغنى، لكن بعض الشباب يعللون تهربهم من تحمل مسؤولية الزواج بهذه أو بمشكلة غلاء المهور وتكليف الزواج ومتطلباته
مع أنها مشكلة مبالغ فيها، وليست عامة، فهي عند البعض من الأهالي
آراء الناس
* الشاب لويس من قرية الجش يقول: عمري 25 سنة واحب فتاة عمرها 17 وتحبني ولكن اهلها عارضوا زواجنا بدعوى اننا صغار ولاني لا استطيع حاليا أن أوفر لها حياة بمستوى عال
وأنا لا أفهم نظرة الأهل فديننا يقول الزواج فيه الستر والعفاف ويمنع الوقوع في كثير من المعاصي للشباب والبنات أيضا
فإن أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه حتى لا تكون فتنه
* الفتاة سناء قالت: ان الزواج المبكر للفتاة هو شيء سلبي جدا لان اجمل مرحلة للفتاة هو سن المراهقة وعليها ان تعيش هذه الفترة من غير قيود وزواج وانجاب الاولاد وهي ما زالت مراهقة وتحتاج الى من ينصحها ويرشدها على الطريق الصواب
* السيد موسى من حيفا يقول: لا أحبذ فكرة الزواج المبكر لأن مشاكله كثيره ومعقدة جدا، فالزوجة والزوج لا توجد لهما خبره كافيه لهذه الحياه الجديدة ونحن نعرف أن الزواج يعني مسؤوليات كبيره سواء على الزوجة أو الزوج
* (منال) قالت: انا تزوجت مبكرا وانجبت ثلاثة اولاد الحمد لله انا اؤيد الزواج المبكر طبعا بعد ان تنهي الفتاة دراستها الثانوية ثم تتابع تعليمها وتكبد عناء الحياة سويا، واعتقد ان لا فرق اذا كان جيل الاهل والابناء شاسع او لا
* لينا ( 23 عاما) تقول: أنا ضد الزواج المبكر لأنه يقف أمام الفتاة في تحقيق احلامها و طموحاتها الا اذا اشترطت في عقد الزواج إتمام دراستها أو الاستمرار في وظيفتها إن أرادت
وفي هذه الحالة يكون فيه المصلحة للمجتمع والفتاة والأهل
شربل سليمان
رأي المختصين
وفي حديث مع شربل سليمان متخصص بموضوع علم الاجتماع قال: يوماً بعد آخر تتزايد معدلات الزواج المبكر بشكل محزن بسبب ارتفاع مستويات الفقر والرغبة في التخلص من مسؤولية الفتاة التي تعتبر عبئا على موارد الأسرة بالإضافة إلى تسرب الفتيات من المدارس قبل إكمال مرحلة التعليم الأساسي، فنحو 52 % من الفتيات اليمنيات تزوجن دون سن الخامسة عشرة خلال العامين الأخيرين مقابل 7 بالمائة من الذكور تزوجوا دون هذه السن"
وأضاف: "ترتفع نسبة الأمية بين المتزوجات مبكراً إلى أكثر من 43 % وتمثل نسبة الحالات الزوجية المبكرة في اليمن لطفلات في عمر الزهور يجدن أنفسهن في القفص الزوجي لتشكل 65% منها 70% في المناطق الريفية النائية و35% بالنسبة للمدن
وتكشف نتائج دراسة أجريت مؤخراً حول الزواج المبكر في محافظتين يمنيتين أن نسبة انتشار الزواج المبكر في أوساط النساء بلغت 52
1% و 6
7% لدى الرجال، وفقاً لقصص حياة 1495 من الأزواج الذين شملهم البحث"
كاتب المقال- كيفين سليمان