أحاول الا أشتم رائحة تنافس حزبي واستغلال كلبي لمجزرة غزة المستمرة في هذه الثانية من إقامة تظاهرتين فنيتين غدا في عكا وحيفا وبالتزامن

أحاول ولا أنجح

كما لا أنجح أن أجد جدوى ما

أي جدوى من إقامة هذه الأمسيات وتبذير الوقت والمال في شيء لن يصل الى أي مكان(أي مكان) ولن يحرك شيء ولن يمنع ولن يساهم في وقف عداد المذبوحين عن الدوران أثناء انعقاد الأمسيات

لا أجد سوى أشخاصا (وكثيرا منهم أصدقاء وزملاء) يحاولون ممارسة طقس من المواساة الجماعية المتبادلة على طريقة العلاج الجماعي group therapy دون ان يساهم ذلك في انقاذ من يقتل ويعاني ساعة عقد الأمسيات بشيء

لا شك انها محاولة تتأرجح بين رغبات فوقية متعالية ونخبوية لفنانين لتسجيل انجازات ومواقف والظهور على منصة

أي منصة

وبين مؤسسات مفلسة (كمسرح الميدان) تحاول تسجيل إنجاز ثقافي بغطاء وطني بعد سبات طويل طويل

يتواجد الناس في الشارع في حالة من الغضب والصدمة والوجوم والشعور بالقهر لا يوازيها شيء وينتقل الجميع بين أعمالهم والمظاهرات وشاشات التلفاز والتأثير بواسطة الإنترنت (لمن يستطيع)

بحيث تبدو مثل هذه التظاهرات الساذجة ضرب في العبثية واللاوعي بدليل أنها لم تقم في أي مكان بالوطن والعالم (باستثناء أمسية يتيمة وفاشلة في رام اللة)

ولكن يبدو ان رغبة البعض في "التبروز" على المنصات واستخدام أحداث دموية لا زالت تجري لإشباع الأنا الذي لا ينضب

لا تنتهي ختى في أيام المصائب

أما عرض افلام فلسطينية بدلا من المصرية تضامنا مع غزة فيما يسمى بسينما الميدان فإنها (اسف عزيزي أيمن) غاية في السذاجة ولا معنى لها

لا سبب لدى لدخول قاعة ومشاهدة فيلم "الجنة الأن" في حين يقدم تلفزيون الواقع قتل حقيقي وجريمة أكثر تكاملا 24\7

ما الجدوى؟ فليخبرني أحد

هل هي إعادة التثقيف على الوطنية الفلسطينية كل مرة من جديد؟