ظاهرة تجنيد الجواسيس بين الشرق والغرب كانت منتشرة بكثرة في فترة الحرب الباردة أي فترة قبل انهيار الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية. وهذا لا يعني اختفاء جواسيس الشرق والغرب، بل بقيت، ولكن ليس بالشكل الذي كانت عليه سابقاً. لكن هذه الظاهرة بدأت تنمو أكثر في الشرق الأوسط وبالتحديد بين إسرائيل وإيران.
في شهر مايو/أيار عام 2018 استولت الاستخبارات الإسرائيلية على الأرشيف النووي الإيراني. وخلال مؤتمر صحفي حول برنامج إيران النووي، كشف فيه أن إسرائيل وصلت إلى أكثر الوثائق النووية الإيرانية سرية. ووفقا لنتنياهو آنذاك دخل عناصر من الموساد الإسرائيلي إلى العاصمة الإيرانية طهران وخرجوا منها عائدين إلى إسرائيل، وهم محملون بنحو نصف طن من الوثائق. وفي أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2020 اغتال الإسرائيليون كبير العلماء النوويين في إيران محسن فخري زاده بعملية استخبارية نوعية.
وفي سنة 2022، اغتال الموساد إثنين من كبار الخبراء في ايران وهما مهندس الطيران، أيوب انتظاري وخبير الجيولوجيا قمران أغا مولائي، وذلك بطريقة التسميم خلال دعوة عشاء. وقتها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن صاحب الدعوة اختفى. وفي الحادي والثلاثين من شهر يوليو/تموز الماضي اغتال الموساد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، الامر الذي اعتبره العالم ضربة معنوية لإيران وإهانة كبيرة لها لأن هنية كان يحل ضيفا على إيران.
ومن يظن أن إسرائيل محمية أو نظيفة من التجسس الإيراني عليها فهو مخطئ. الشرطة الإسرائيلية أعلنت الخميس الماضي، عن اعتقال إسرائيليَين اثنين، للاشتباه بقيامهما بالتجسس لصالح إيران، بعد أيام فقط من اعتقال مجموعتين يشتبه في عملهما لحساب ايران. فيما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية اعتقال إسرائيلي من مدينة بني براك، بنفس التهمة.
السلطات القضائية التهمت أيضا مواطنا يهودياً لسمه ضد فلاديمير فرخوفسكي بتهمة التعامل مع ايران ومحاولة اغتيال عالم إسرائيلي مقابل مبلغ 100 ألف دولار. وتقول النيابة العامة أن المتهم ارتكب مخالفات أمنية خطيرة. كما اعترفت السلطات القضائية بأن مئات المحاولات قامت بها المخابرات الإيرانية لتجنيد إسرائيليين، لكن تم احباطها في مراحل مبكرة.
وكان الشاباك أعلن في سبتمبر/أيلول الماضي عن اعتقال رجل الأعمال الإسرائيلي موتي ميمان ، بتهمة التعاون مع الحرس الثوري الإيراني ومخابراته. وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم" تم القبض عليه في أغسطس 2024. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد ذكرت سابقاً ان ميمالن، قد تم تكليفه بتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات إسرائيلية بارزة، من بينها بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار
ويبدو واضحا ان حرب تجنيد العملاء قد ازدادت في السنوات الأخيرة، حيث تقول المعلومات المتوفرة ان إسرائيل واجهت عددًا متزايدًا من محاولات التجسس التي نظمتها أجهزة الاستخبارات الإيرانية.
الخبير في الشؤون الاستخبارية، إيلان أبيتان، يرى أن "الجهود الإيرانية التجسسية خطيرة، لكنها لعب أولاد بالمقارنة مع عمليات المخابرات الإسرائيلية في إيران". وقال أبيتان، الذي أصدر كتاباً بعنوان «الموساد في طهران» قبل بضعة أشهر، إن الموساد أقام شبكة تجسس هائلة في إيران.
وأخيراً...
نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي بدأت اليوم لانتخاب الرئيس رقم 47 لن تغيّر من السياسة المتبعة إزاء المنطقة العربية وبالتحديد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأنها انتخابات لاختيار السيء أو الأسوأ.