عودة: قريبًا هو اليوم الذي تضطرّون للاعتراف بدولة فلسطين
أسقط الكنيست اليوم الأربعاء بمعارضة 45 نائب مقابل تأييد 9 نواب هم من الجبهة والعربية للتغيير والقائمة العربية الموحدة، اقتراح قانون أساس للنائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، الذي ينص على الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ويشار إلى أنّه بمجرد طرح مشروع القانون، جُنّ جنون نواب اليمين من الائتلاف والمعارضة وحاولوا منعه من طرح القانون والحديث من على منصة الكنيست في الهيئة العامة.
وفي أحد المشاهد التي تعكس حضيض اجواء الكنيست اندفعت النائبة الليكودية العنصرية نحو منصة الكنيست حافية القدمين وهي تصرخ نحو النائب عودة، كعادتها في مقاطعة نواب كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير تقريبا في كل موضوع.
وجاء في نصّ القانون، أنه إلى جانب الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة يجب أن يتم ترسيم حدود اسرائيل التي لم يتم تحديد حدودها منذ عام 1948، الأمر الذي يُبقي المجال لإسرائيل بتوسيع الاستيطان في المناطق المحتلة عام 1967 في الضفة الغربية والجولان السوري المحتل وعودة فكرة الاستيطان في قطاع غزة والحلم الدائم لدى قطاعات يمينية استيطانية في توسيع حدود دولة إسرائيل.
واستهلّ عودة خطابه:
"أطرح اليوم الاقتراح الأهم في الكنيست ليس فقط للشعب الفلسطيني بل للشعبين. لا يوجد شك أنّ الشعب الفلسطيني يدفع الثمن الأكبر، لكن بدون شك أنّ المجتمع الإسرائيلي يدفع ثمنًا كبيرًا نتيجة هذا الاحتلال البغيض. صحيح أنّ هذا الاقتراح جاء لتحرير الشعب الفلسطيني من عبء الاحتلال ولكنه جاء أيضًا لتحرير كلا الشعبين من هذا الاحتلال.
الدولة الفلسطينية قائمة ومعترف بها من 146 دولة في العالم، أي عن طريق 88% من دول العالم، أمّا الـ 12% المتبقية تدعم حل الدولتين. أي أنّ 100% من دول العالم يدعمون فكرة هذا الحل".
وتابع عودة في خطابه: "أنا متأكد أن جميع دول العالم ستعترف، وانا متأكد أنّ هذه الكنيست بعد سنوات معدودة ستعترف بدولة فلسطين، لأنه لا مناص من ذلك ولا طريق أخرى.
القضية الفلسطينية بالقرن الـ21 أصبحت رمز الحرية في لجميع شعوب العالم. المنبوذ هو من يعارض إقامة دولة فلسطين ويمارس الاحتلال! تمامًا مثل جنوب أفريقيا بالقرن العشرين، هكذا هي هذه الحكومة في القرن الـ21.
الشعب الفلسطيني يناضل على مدار 100 عام بمواجهة قوى هائلة وهو يناضل ويكافح دون رفع الراية البيضاء. أنا فخور جدًّا بهذا الشعب العظيم. هذا الشعب لا يستحق التقدير فقط هذا الشعب يستحق الدولة الأجمل بالعالم".
وتابع عودة في خطابه: "أنا مؤيد لإقامة دولة فلسطين لأربعة أسباب. أولًا، كوني إنسانًا. كوني أبحث عن العدل.
شعب يعاني وطأة الاحتلال ولا يرفع راية بيضاء يستحق أن يمارس حقّه بتقرير مصيره.
ثانيًا، كوني ابنًا لهذا الشعب الذي أفخر به وبكوني جزءًا منه.
ثالثًا، كوني مواطنًا في دولة إسرائيل. أنا أرى ما يحدث للمجتمع، وأرى نتائج الاحتلال. أرى كيف أنّ الاحتلال يفسد المجتمع الإسرائيلي، أرى كيف يتم تضييق الهامش الديمقراطي يومًا بعد يوم، أرى التمييز ضد النساء نتيجة الاحتلال، أرى العنف المستشري بالمجتمع الإسرائيلي، أرى أين تذهب الميزانيات التي يجب أن تصل الى الفئات المستضعفة يتم تحويلها للجيش ولما يسمّى بالأمن وللمستوطنين.
رابعًا، كوني مواطنًا عربي فلسطيني داخل الدولة. 76 سنة أنا وأهلي وشعبي مواطنو دولة تضطهد شعبنا. كيف يمكن بناء علاقات طبيعية بين العرب واليهود؟
بسبب هذه الأسباب جمعاء أنا أناضل ضد هذا الاحتلال اللعين. لدينا دور تاريخي نحن المواطنون العرب".
وأردف النائب عودة: "اقتراح قانون أوفير كاتس لشطب الأحزاب العربية، يهدف الى نزع الشرعية عنا، يريد منع دورنا التاريخي ومنع وضع ثقلنا ضد الاحتلال ومن أجل السلام."
ولخّص عودة خطابه متوجّهًا لأعضاء الائتلاف الحكومي قائلًا: أنا أرى ضعفكم. كل العالم بالجانب الصحيح للتاريخ وأنتم منبوذون. دولة فلسطين ستقوم وسيحل السلام. هذه المصلحة الحقيقية والمشتركة للفلسطينيين والإسرائيليين".