ليست دول غربية مثل أمريكا، فرنسا، بريطانيا وألمانيا وحدها المتورطة في المشاركة في حرب الإبادة على قطاع غزة. فهناك أيضا عشرات المؤسسات المصرفية الدولية تشارك وتدعم إسرائيل. فقد أصدر مركز الأبحاث الاسباني "مركز ديلاس لدراسات السلام" تقريرًا تحت عنوان: "البنك المسلح ومسؤوليته المشتركة في الإبادة الجماعية في غزة: تمويل الشركات التي تصنع الأسلحة المستخدمة في المجازر ضد السكان الفلسطينيين"
التقرير يركز على دور البنوك في تمويل شركات تصنيع الأسلحة التي تُستخدم في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وقد تم إعداد هذا التقرير في إطار مشروع: "من الأعمال المصرفية المسلحة إلى الأعمال المصرفية الأخلاقية.. نزع السلاح يبدأ هنا " بتمويل من مجلس مدينة برشلونة.
يتضمن التقرير المؤلف من 54 صفحة جداول تفصيلية، توضح مدى تورط العديد من الدول والبنوك الدولية في تسليح إسرائيل وتمويل عملياتها العسكرية على المدنيين في غزة ولبنان. أحد الجداول يقول أن أعلى 100 بنك دولي تورطت في المشاركة في زيادة جرائم الإبادة في غزة. كما يذكر التقرير 15 شركة رئيسية لتصنيع الأسلحة تزود إسرائيل، بما في ذلك شركات بوينغ، جنرال دايناميكس، ولوكهيد مارتن.
هذا التسليح لإسرائيل يتم في الوقت الذي رفعت فيه حكومة جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2023، تتهمها فيها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة، ثم انضمت دول أخرى لاحقًا. والقضية قبلت من حيث الشكل وهي لا تزال منظورة لدى قضاة المحكمة. وهنا يبرز التساؤل: أين المنظمات الحقوقية الدولية وأين منظمة العدل الدولية ومنظمة الجنائية الدولية من هذا الموضوع؟
فرانشيسكا ألبانيز وهي محامية ايطالية، المقررة الخاصة المسؤولة في الأمم المتحدة عن حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، قالت في مؤتمر صحفي في جنيف "من المذهل أنه في مواجهة الهاوية التي وصلت إليها الأراضي الفلسطينية المحتلة، ظلت معظم الدول الأعضاء غير نشطة في أفضل الأحوال، أو تساعد بنشاط السلوك الإجرامي لإسرائيل وتدعمه"
الكثير من التقارير الصادرة عن منظمات أممية أو دولية وثقت جرائم الحرب وجرائم الإبادة، فضلًا عن طلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على قادة إسرائيليين من بينهم نتنياهو يتهمهم فيها بارتكاب جرائم حرب، ما يعني أن هناك جرائم مروعة ارتكبت ولا تزال.
وأخيرا...
أعجبني جداً كلام الصديق جودت (أبو توفيق) وهو صاحب مكتبة قوله ان إقبال الجيل الناشئ على شراء الكتب (روايات قصص) ولا سيما العالمية، قد تضاعف بشكل كبير جدا في فترة الحرب مما يعني أن القراءة لدى جيل المستقبل بخير.