هل تشعرون بالجوع بشكل أكبر هذه الفترة؟ هل لاحظتم أن شهيتكم مفتوحة بشكل غير معتاد في أوقات التوتر أو الضغوط؟ ليس هذا مجرد إحساس عابر، جسم الإنسان يتفاعل مع التوتر والمحن بطرق معقدة، ويصبح التكيف الأيضي جزءًا من استجابة الجسم لتخزين الطاقة تحسبًا لفترات الشدة ، هذا الأمر قد يكون سببًا في زيادة الوزن والسمنة التي تحدث في ظروف الحروب أو التوتر المزمن.
التكيف الأيضي في ظروف الحرب والتوتر
عند تعرض الجسم للتوتر المزمن مثلما يحدث في فترات الحرب أو المجاعة، يزيد إفراز هرمون الكورتيزول هذا الهرمون، الذي يُعرف بـ “هرمون التوتر”، يزيد من الشهية، خصوصًا للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون هذه الاستجابة هي جزء من آليات البقاء التي تهدف إلى تخزين أكبر قدر من الطاقة، وهو ما يُعرف علميًا بـ التكيف الأيضي ومن خلال هذه العملية يحاول الجسم التعامل مع أي نقص غذائي مستقبلي، مما يزيد من تخزين الدهون.
دراسات عن العلاقة بين المجاعات والسمنة
هناك دراسات علمية بارزة توضح كيف أن نقص التغذية خلال فترات الحرب يؤدي لاحقًا إلى السمنة:
• دراسة المجاعة اثناء الحرب العالمية الثانية: الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم لسوء التغذية خلال الحمل أثناء المجاعة أظهروا معدلات أعلى من السمنة في حياتهم البالغة. هذه التغيرات الفسيولوجية تُعرف بـ البرمجة الأيضية، حيث يبرمج الجسم نفسه ليكون أكثر قدرة على تخزين الدهون.
• دراسة (الهولودومور): الأفراد الذين عاشوا فترة المجاعة القاسية في أوكرانيا خلال الثلاثينيات من القرن العشرين كانوا أيضًا أكثر عرضة للسمنة فيما بعد. هذه الدراسة أكدت أن الحرمان الغذائي في فترة الطفولة يمكن أن يؤثر على كيفية استجابة الجسم للأطعمة في المستقبل.
التأثيرات النفسية: تناول الطعام العاطفي
إلى جانب التكيف الأيضي، يلعب الجانب النفسي دورًا مهمًا في زيادة السمنة أثناء الحروب. التوتر المزمن يدفع الأفراد إلى ما يُعرف بـ تناول الطعام العاطفي، حيث يُستخدم الطعام كوسيلة لتخفيف القلق والضغط النفسي ،الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية تُشعر بالراحة المؤقتة، مما يؤدي إلى استهلاك مفرط للسعرات وزيادة الوزن.
كيفية الحفاظ على الوزن في ظروف التوتر:-
بالرغم من التحديات الفسيولوجية والنفسية التي يواجهها الأفراد خلال الحروب أو التوتر المستمر، هناك استراتيجيات يمكن اتباعها للحفاظ على الوزن والصحة:
1. ممارسة الرياضة بانتظام: الرياضة تساهم في تقليل مستويات الكورتيزول وتحسين الصحة العامة. حتى في الأوقات الصعبة، يمكن ممارسة تمارين بسيطة كالمشي أو تمارين المقاومة.
2. التحكم في السعرات الحرارية: الانتباه إلى نوعية الطعام مهم لتجنب زيادة الوزن ، الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف تساعد في الشعور بالشبع لفترات أطول وتقلل من الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية.
3. تقنيات الاسترخاء والتأمل: تقنيات مثل التأمل والتنفس العميق يمكن أن تساهم في تقليل التوتر وتحسين التحكم في تناول الطعام ، التخفيف من التوتر يساعد على تقليل تناول الطعام العاطفي وتحسين التوازن النفسي.
الخاتمة
الحروب والظروف العصيبة تؤثر على الجسم والعقل بطرق معقدة، بما في ذلك زيادة الميل إلى السمنة بسبب التكيف الأيضي وتناول الطعام العاطفي ومن خلال فهم هذه العمليات واتخاذ استراتيجيات صحية، يمكن للأفراد الحد من تأثيرات التوتر على الوزن والحفاظ على صحتهم خلال الفترات الصعبة.