فؤاد خوري من عبلين- خاطرة عنوانها قلب يرى الله_ تنطوي الأيام وتمر السنوات وتيسير قابع في نفس المكان، هكذا اعتاد أن يقضي أيامه بالتأمل والاختلاء، في الصيفةيجلس في شرفة بيته ويتأمل الشمس في النهار والسماء في الليل ويجلس ويتأمل وفي جلسته حديث وحوار مع الله، هءا ما يجعله ينكب هادئا صامتا متأملا وكأن به يتلقى نعمة سماوية ترفعه الى الأمجاد العلوية، فيطيب له التأمل والصلاة التي لا يعبر عنها بشفتيه بل بقلبه بفؤاده، وكذلك في الشتاء تراه يجلس في غرفته القديمة الصغيرة، كان يحافظ على كل شيء فيها رغم قدمه وما مر عليه من سنوات، فيجد نشوة في الاختلاء وغبطة في الجلوس.
، فقلبه يوحي له أن هناك من يرافقه وهناك من يسنده وهناك من يتكلم بداخله، وأن عينا الله عليه فهو يدبر له كل شيء جميل، نعم كان تيسير كفيف البصر، لم يكن يرى بعينيه ولكنه نال نعمة جعلته يرى بأعماق قلبه، يرى الله ويشعر به كما لم يشعر بذلك انسان يبصر، كان يملك حسا فريدا جعله يقوى على العمى البصري، يحلق بقلبه ووجدانه نحو حب الهي فريد، يهيأ له أياما جميلة بجوار خالقه فهو يشعر أنه معه في كل شيء، يعضده ويرافقه، ويرتب له كل ما هو حسن وجميل.