الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 19 / سبتمبر 23:02

استراحة من السياسة ومشاكلها

أحمد حازم
نُشر: 16/09/24 08:12,  حُتلن: 13:49

لا أذكر بالضبط عدد الدول التي زرتها خلال عملي الصحفي منذ سنوات طويلة جداً، لكني أعرف أني زرت كافة الدول العربية من المحيط إلى الخليج، وعرفت الدكتاتورية منها والديمقراطية وعرفت ساستها وسياساتها ومواقف شعوبها منها، وزرت كافة الدول الأوروبية بدون استثناء، وتعرفت على حضارتها وتعايشت مع ديمقراطيتها، كما زرت العديد من الدول الأسيوية، والكثير من دول القارة السوداء إن كان ذلك في غربها وشرقها أو شمالها وجنوبها، والتي يوجد بين قادتها وغالبية قادة الدول العربية قواسم مشتركة، مثل الفساد والرشاوى والقمع والاضطهاد.

أما القارة الأميركية، فكانت دول أميركا الجنوبية هي المهمة بالنسبة لي، وقد يكون السبب سياسيا لرفضي حتى الآن زيارة أميركا الشمالية، لكني أعترف بأن فضيحة " تنّورة مونيكا " مع الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، لا تندرج ضمن الأسباب السياسية، فكل الرؤساء الأميركيين لهم فضائحهم إن كان ذلك بسبب ( تنانير أو بنطلونات) أم لأسباب أخرى. وقد تكون الأعاصير التي تضرب أميركا الشمالية تشكل حاجزاً بيني وبين زيارتها، وأقول بمنتهى الصراحة، إن عدم زيارتي لأستراليا ناجم عن موقف سياسي، وليس بسبب تخوفي من الأفاعي ذات الرأسين الآكلة للبشر المنتشرة فيها كما علمونا  في المدارس لأن العالم العربي مليء ببشر يأكلون أيضا بني جلدتهم. ولننتقل الى الاستراحة الثانية.

*****

كانت الرحلة التي قمت بها إلى العاصمة اليمنية صنعاء، من الرحلات التي يصعب علي نسيانها. وقد شاءت الظروف أن تكون بجانبي خلال الرحلة، سيدة أجنبية مع طفلة جميلة تأسر القلوب لخفة دمها ولطافتها، وكنت بين ححين واخر أداعبها، وتتحدث معي بلغة إنكليزية يحسدها عليه الكثير من ساستنا العرب. كنت وقتها مرهقاً، وبين الفينة والأخرى كنت أغمض عيناي للاستراحة، الا ان مداعبة الطفلة لي كانت تحول دون الاستسلام لنوم عميق، لكن شدة الارهاق أجبرتني على الذهاب لعالم آخر.

فجأة رأيت ثلاثة أشخاص مقنعين مسلحين يقولون للركاب بلهجة تهديد ووعيد، أن الطائرة اصبحت تحت سيطرتهم، وأنهم سيقتلون جميع الركاب إذا لم يتم تنفيذ جميع مطالبهم. ويبدو أن المفاوضات بين الخاطفين والأطراف الأخرى لم تسفر عن نتيجة، وأمروا قائد الطائرة بالهبوط في مكان حددوه له، وبدأوا بقتل الركاب. واقترب مني مقنع ووضع المسدس في رأسي قائلاً: وهذه رصاصة لك، فصحوت على يد الطفلة تداعب وجهي. لقد وصلنا مطار صنعاء.

كلمـة أخيـرة...

* الانسان الذي يسمن يضطر لتوسيع البنطلون، وما أحوج الكثير من الناس إلى توسيع العقول لضيق الأفق الذهني لديهم.

مقالات متعلقة

.