التسامح خُلق عظيم يتعلمهُ الإنسان منذ صغره من حلال والديه ويكبر وينمو معه إذا ما واصل واستمر الاهل الاهتمام بموضوع التسامح من خلال التربية الصالحة من والديه وممن يحيطون به من بيئة صالحة ومن المدارس ومؤسسات تربوية واجتماعية، فالجميع مسؤولون عن تلك النبتة الصالحة التي تسمى "التسامح ".
لقد حثثّ قيمنا وعاداتنا الاصيلة على التحلي بالأخلاق الحميدة ، ومنها قيمة التسامح والشهامة والنخوة وغيرها من صفات اصيلة ، وقد يكون التسامح جوهرة الخصال والفضائل لارتفاع قيمتها في نشر المحبة بين الناس، حيث إنّ نبينا الكريم قال حديثة الكريم حول الخلافات بين الناس بـ «وخيركم البادئ بالسلام». والتسامح معناه اللين والتساهل مع الآخر والعفو عن إساءته. وهو عكس التشدد والتشنج والتصلّب في علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان إذا ما صدر عنه ما يسيء إليه قولاً أو فعلاً. فالتسامح يعني التساهل وليس معنى ذلك الضعف والجبن والتخاذل وإنما منتهى القوة؛ لأنه من أسمى فضائل المجتمع الذي يقوم على التعدد والتنوع والاختلاف، والذي يتضمن طاقة كبيرة من اتساع ورحابة الصدر وضبط النفس مما يسمح بسيطرة العقل والحلم على الجهل والحماقة. ويُعد التسامح من الصفات النبيلة التي تساعد على نشر المحبة بين الناس، وتقضي على العداوة والبغضاء والأحقاد، وتعزز أواصر التعاون بين أفراد المجتمع بما فيه الخير للجميع. ولا تقتصر الفوائد التي يجنيها الإنسان من التسامح على علاقاته بالآخرين، بل ينعكس بشكل إيجابي أيضاً على صحته النفسية ، فقد أشار عدد من الدراسات إلى أنّ الإنسان المتسامح ترتفع لديه مؤشرات الراحة النفسية ويشعر بالسعادة بالإضافة إلى تحسّن أداء عمل القلب لديه وانخفاض في حجم نوبات الغضب، والتي تنعكس على معظم العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان وتعزز لديه روح الإيجابية والتفاؤل. المشاعر الإيجابية التي يحملها المتسامح معه من مشاعر إيجابية تريح القلب ولا تجهده، بل تحسّن من أدائه، وتطيل من عمره.
أيُّها المدرسون في مدارسنا علموا طلابكم التسامح كمنهج حياة، أيها الأهل , إن أبناءكم يراقبونكم فكونوا متسامحين بعضكم مع بعض ومع من حولكم، ان فضيلة التسامح تعبير عن قوتك لا ضعفك.. فتمسّك بها!
الدكتور صالح نجيدات