الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 05:02

الأديبة مي زيادة طفولة في الناصرة


نُشر: 21/02/07 13:44

 الأديبة مي زيادة طفولة في الناصرة فلسطين


مي زيادة الشاعرة والأديبة والخطيبة والناقدة والرائدة في الحركة النسوية كان مولدها في مدينة الناصرة بفلسطين
في عام 1886 في الحادي عشر من شهر شباط من أب لبناني هو الياس زخور زيادة من قرية شحتول

ووالدتها نزهة خليل معمر ابنة الناصرة كان الياس أفندي قد تعرف على نزهة في دمشق حيث سكن والديها من الناصرة وتزوجها ثم سافرا إلى الناصرة لتعيين الياس في سلك التعليم كأستاذ للغة العربية في المدرسة الأميرية للذكور عام 1884 واستقر في الناصرة


تلقت مي مبادئ القراءة والكتابة في الناصرة ثم في مدرسة الراهبات حيث كانت في الثالثة عشر من عمرها عام 1900 لكن طفولة مي كانت مجبولة بالحزن والمرارة والغربة الروحية طفولة رافقتها الكثير من التشاؤم والأسى العميق

طفولة الحرمان وطفولة أللانتماء !!!
فعند رحيلها عن الناصرة لأول مرة بهدف الدراسة في مدرسة راهبات عينطورة كتبت تقول بكل حزن (( الليلة ترحل آخر الفتيات عن مدرسة عينطورة والليلة ستقضي مي ليلتها وحيدة سجينة بهذه الجدران المتهجمة


ستقضي الفتاة الصغيرة ذات الأربع عشر ربيعا ليلة العيد حزينة

بعيدة عن بيت أسرتها البعيدة في مدينة الناصرة

بفلسطين


سوف تسافر مي بخيالها ونبضات قلبها إلى حيث الدفء الساكن هناك في بيتها مع امها التي تحبها كثيرا ووالدها الذي يغمرها بشلال من حنان ) (((من أسطورة الحب والنبوغ للكاتبة نوال مصطفى اقتباس)))

 
لكن سرعان ما يصطدم الخيال بالواقع وتجد مي نفسها وسط ثليج الوحدة خاصة بعد رحيل آخر صديقاتها المقربات لقضاء إجازة العيد مع الأهل

وتهرب مي من وحدتها وآلامها مع تسلل الصباح وشروق الشمس

تلقي بنفسها وسط الحدائق الواسعة المحيطة بالدير

مع أصدقائها الذين لاتمل صحبتهم وهم

هوجو

ولامارتين

وشاتوبريان

في هذا الوقت فقط فقط ينبعث الدفء من جديد في أوصالها

وتسري حرارة الحياة في وجدانها

وعندما تعود إلى غرفتها بمدرسة الدير تكون ذاكرتها قد امتلأت بمشاعر هؤلاء الأصدقاء وغاصت في أفكارهم فتجلس وتكتب

(( مي زيادة في مكتبها في القاهرة عام 1925

))


 مي زيادة تجلس في مكتبتها في الصالون الأدبي في القاهرة 1924

هكذا كانت طفولة مي زيادة طفولة قاسية

في مدارس داخلية للراهبات الأولى كانت في مدرسة اليوسفيات بالناصرة حيث المولد وطن الأم وكانت في السادسة من عمرها

ثم في راهبات عيتطورة في لبنان حيث أحست هذه الصغيرة بانتزاع الدفء والأمان لأول مرة

وعاشت الوحدة والقلق اللذين لازمهما حتى آخر أيامها


في المدرسة أدهشت مي معلمتها بتفوقها في دروسها وحبها الشديد للشعر وقرتها على دراسة وحفظ اللغات

فقد أتقنت مي خمس لغات هي العربية

الفرنسية

الانجليزية

الايطالية

والألمانية


فقد عاشت مي سنوات طفولتها وحيدة بعيدا عن أمها النصراوية نزهة معمر وأبيها اللبناني الياس زخور المدرس البسيط

ولأنها طفلة اكسبها الله صفة النبوغ والتفوق فقد تحملت وحولت أحزانها وحرمانها منذ طفولتها المبكرة إلى غوص عميق في دروب الفكر والثقافة والدخول في تاريخ الحركة النسوية التي كانت مي زيادة من البارزات بة


وكانت مي زيادة تكتب في قصصها عن حياتها وطفولتها التراجيدية وتقول (( ولدت في بلد وأبي من بلد وسكني في بلد وأشباح نفسي تتنقل من بلد إلى بلد فلأي هذه البلاد انتمي

إنما أريد وطنا لأموت من أجلة أو لاحيا بة ))
وقد كانت تجيب دائما عند السؤال عن وطنها فتقول (( أنا فلسطينية

لبنانية

مصرية

سورية ))
وهي في داخلها لأتعرف لأي بلد تنتمي حقا


وفي استقرارها في مصر بعد ذلك وافتتاحها الصالون الأدبي من عام 1914 إلى 1926 كانت تكتب للناصرة وتقول (( أية يا ناصرة

لن أنساك ما دمت حية

سأعيش دوما تلك الهنيهات العذبة التي قضيتها في كنف منازلك الصامتة

سأحفظ في نفسي الفتية ذكرى هتافات قلبي وخلجات أعماقي

لقد كنت لي مدينة الازاهر العذبة ومجال التنعم بأطايب الأوقات في وجودي غير أني ويا للأسف سأبتعد عنك سأبتعد عن أكوام غيومك وعن كواكب ليلك

لن أرى بعد المنازل الدافئة التي احتفظت ببسمات صباي وأماني أحلامي

غير أني سأحمل ذكرى كل هذه الأشياء تافهة كانت أم عظيمة كأعز ما لدي في الوجود

)) مي زيادة ؛؛ أزاهير حلم

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.77
USD
4.21
EUR
5.02
GBP
241028.03
BTC
0.54
CNY
.