باقتراب افتتاح السنة الدراسية الجديدة أتوجه الى لجان اولياء الامور في مدارسنا العربية في البلاد وأهيب بهم وحثهم على الاهتمام بما يأكله ويشربه طلابنا خلال وجودهم في مدارسهم , وأسأل : هل المقاصف (كيوسكات) الموجودة بالقرب من المدارس صحية ومراقبة بما تقدمه من طعام لطلابنا ؟ هل توجهتم الى أقسام الصحة في بلدتكم وطلبتم منهم بفحص الاطعمة التي تباع لطلابنا في هذه المقاصف خلال السنة الدراسية ؟
تكثر المقاصف والدكاكين حول المدارس في مجتمعنا التي تبيع السندوتشات للطلاب , واعتقد جازما أن أقسام الصحة في سلطاتنا المحلية لا تمارس صلاحياتها وتأخذ عينات من هذه السندوتشات وتفحصها في المختبر اذا كانت خاليه من الفيروسات والمكروبات والجراثيم , وذلك حفاظا على صحة طلابنا لأننا نريد أن يأكلوا الطعام الصحي والمفيد .
ولذلك يجب على لجان أولياء الامور والأهالي والمدرسة وحتى السلطة المحلية الحرص والاهتمام بصحة الأكل الذي يقدم لطلابنا في هذه المقاصف ،لأهمية صحتهم تمشيا مع المثل أو الحكمة القائلة : " الصحة تاج على رؤوس الأصحاء "، وكذلك المثل الذي يقول :" العقل السليم في الجسم السليم " لأننا نريد أن يقضي طلابنا يومهم الدراسي وهم أصحاء جسديا لينهلوا من العلم ما استطاعوا , فالطالب العليل لا شك أنه في الغالب يقضي يومه الدراسي وهو مشغول في صحته ويكون قليل التحصيل إن لم يكن عديمة بسبب مرضه .
بالإضافة الى الطعام الذي يقدم لطلابنا , هناك مما قد يفوق أهمية صحة الأكل ألا وهو شرب الماء , الذي يضطر فيه كثير من الطلاب والطالبات إلى شرب الماء ، حيث يتناولون الماء البارد من برادات المياه في في فناء المدارس ، وهنا أيضا أقول إن تلك البرادات لا تجد الاهتمام والعناية بها كأللازم ، إذ تمر السنة والسنتين على البراد دون تغير " فلاتر ، أو مصافي البرادات وتنظيفها , ولو فتحت أي براد ونظرت إلى الداخل لأصبت بالهلع والذهول مما ستراه داخل البراد من عشب اخضر , وهذا العشب يشكل مرتعا للطفيليات والجراثيم ، وبمرور الزمن كذلك تصدأ هذه البرادات وهذا بحد ذاته يشكل خطرا على صحة الطلاب ، الأمر الذي يلزم العناية ببرادات المدارس وصيانتها في بداية كل عام دراسي , ولذا نطلب من لجان أولياء الامور الاهتمام بمعالجة هذه المواضيع المذكورة أعلاه لان اهمال علاجها يشكل خطرا حقيقيا على صحة طلابنا . فها نحن نذكر لعل تنفع الذكرى .
الدكتور صالح نجيدات - رئيس جمعية الطور للدفاع عن حقوق الأطفال وسلامتهم