توجد دعايات لنوع من مادة غسيل الشعر (شامبو) تقول عن المادة ( 3 X 1) أي انها تعالج ثلاث حالات في وقت واحد. وأنا في مقالي هذا استخدم طريقة (2 X1) أي اني أعالج موضوعين في مقال واحد: نتنياهو وأمريكا. قبل احداث السابع من أكتوبر الماضي كان نتنياهو الذي يحلو لبعض المعجبين بمراوغاته السياسية إطلاق اسم "بيبي" عليه، يتمتع بثلاث صفات لدى جمهوره: أولها، سيد الأمن وثانيها ملك إسرائيل، اما الصفة الثالثة فهي الساحر. لكن احوال هذا (الملك الساحر السيد) قد تغيرت كليا لان هذه الصفات ابتعدت عنه منذ عملية طوفان الأقصى. وهو لم يعد ملكا بالمعنى السياسي.
مع مرور الوقت أصبحت صفة الكذب ملتصقة بشخصية نتنياهو بعد أن كانت تُطلق عليه صفات اعجاب في إطار الانبهار بشخصيته وقوة تأثيرها على الجمهور الاسرائيلي وأيضا في الولايات المتحدة الاميركية.
اسمعوا ما قاله الأديب الإسرائيلي ديفيد غروسمان عن شخصية نتنياهو: "إن الإسرائيليين يتمنون لأنفسهم رئيس حكومة، وليس ساحراً، بل زعيماً يتعامل ببساطة مع شؤون الدولة، ويبذل قصارى جهده لمداواة جروحها، ويتمنون حياة صافية يفتقدونها في إسرائيل، ويتمنون الكثير من الأمنيات والأحلام، من بينها أن يكون لهم رئيس حكومة لا يبذر روحاً شريرة بينهم، بل يبذل قصارى جهده لمداواة جروحهم، ولكن منذ 12 عاماً، يواصل نتنياهو بذر هذه الروح الشريرة، ما أنتج دولة منقسمة وخاسرة لا تثق بقيادتها ونفسها ".
نتنياهو يعتمد بشكل أساسي على أمريكا في حربه على غزة والتي فتحت له خزائنها المالية ومستودعاتها من السلاح وأيضا دعمها السياسي والمعنوي في الأمم المتحدة. ورغم كل ذلك تدعي الولايات المتحدة بانها شريك نزيه في عملية السلام. والأنكى من ذلك، لا تزال تتشدق بانها مع حل الدولتين. طبعا هذا نفاق وعهر سياسي. ولو كانت أمريكا جادة فعلا في حل الدولتين لما استخدمت حق الفيتو ضد قبول دولة فلسطين كعضو دائم في الأمم المتحدة ولما استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي عشرات المرات ضد أي قرار أو حتى بيان يدين السلوك الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين،
فضيلة الشيخ كمال خطيب على حق فيما ورد في منشور له: “أكبر كـذبة وأحـقر وصف أن تقول أمريكا عن نفسها وأن يقول عنها غيرها أنها تؤدي دور الوسيط بين إسـرائيل وبين الفلسطيـنيين في غـزة، أمريكا غارقة في دماء شعبنا وتدّعي الوساطة، أمريكا تمد إسـرائيل بالطائرات والصواريخ تـقـتل بهم شعبنا وتدعي الإنسانية، أمريكا عاهـرة وتدعي الشرف"
نفاق الولايات المتحدة ظهر بصورة واضحة خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها نتنياهو لواشنطن وبالتحديد خلا القاء خطابه في الكونغرس وهي المرة الرابعة التي يلقي فيها خطابا في الكونغرس منذ فترات توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية ليكون السياسي الاكثر حفاوة في الكونغرس بعد ونستون تشرشل الذي خاطب الكونغرس ثلاث مرات. نتنياهو وجد فرصة ملائمة جدا له ليتحدث بأسلوب التضليل المؤثر خصوصا انه يتحدث امام كونغرس الكثير من أعضائه يملكون نزعات صهيونية.
وأخيراً... بشرى للفلسطينيين: بعد عشرة أشهر من الحرب على غزة استيقظ "مارد رام الله" محمود عباس ويريد الذهاب الى غزة." حدا بعرف على مين بتهبل أبو مازن ؟"