الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 19 / سبتمبر 23:02

فشل أو نجاح المفاوضات مرتبط بنتنياهو

أحمد حازم
نُشر: 16/08/24 07:13,  حُتلن: 13:31

الكل يشعر بأن المنطقة الآن على كف عفريت وبالأحرى على شفا حرب من المؤكد انها ستأكل الأخضر واليابس ان وقعت. لكن قبل بدء المفاوضات الأخيرة في الدوحة يوم امس الخميس وبموازاة ذلك شهدت المنطقة احداثا سياسية تجدر التوقف عندها وتحليلها.

الحدث الأوّل جاء من مقر الأمم المتحدة ولكن ليس من أمينها العام بل من بعثة إيران الدائمة في الأمم المتحدة إذ أعلنت البعثة ان "ما يهم طهران بالدرجة الأولى الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة، وأيّ اتّفاق توافق عليه حماس ستعترف به طهران أيضا" اما الحدث الثاني فهو: “جهوزية حزب الله  لتطبيق القرار الأممي 1701”. والحدث الثالث رغبة رئيس حركة حماس يحيى السنوار في الوصول إلى وقف إطلاق نار في غزة والوصول إلى حلّ سياسي للقضية الفلسطينية من أيّ جهة راعية أتى.

لكن في المقابل كيف يتصرف نتنياهو؟ بدون شك نتنياهو لا يزال متمسكا بمنطق الحرب وعدم وقفها  او فرض حلّ سياسي بالقوّة في المنطقة. بمعنى انه مع لغة القوة أي مع التصعيد

من جهة أخرى تشهد المنطقة تحركات دبلوماسية وعسكرية. دبلوماسيا فإن اموس هوكشتاين الموفد الأمريكي الخاص للرئيس الأمريكي بايدن موجود في بيروت، والمبعوث الامريكي بوريت ماكغورك منسّق البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موجود في القاهرة. بينما مدير الاستخبارات المركزية (CIA) ويليام بيرنز حط رحاله في قطر، ووزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورني وصل إلى لبنان في زيارة مفاجئة للقاء المسؤولين اللبنانيين والتباحث معهم حول الأوضاع في لبنان والمنطقة.

في زيارته السابقة الى لبنان في شهر يونيو/حزيران الماضي ابلغ هوكشتاين الجانب اللبناني بصورة تهديد:" “مفاوضات واتفاق على تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 للوصول إلى أمن مستدام على الحدود أو تصعيد حتميّ مقبل”. لكن اليوم فالتهديد الذي حمله معه الموفد الأمريكي هو اكثر قسوة. فقد قال هوكشتاين: “الحلّ الدبلوماسي الآن… وإلّا فإنّ التصعيد مقبل أكثر ممّا سبق. فإسرائيل تتحضّر للحرب، ولا يردعها سوى تطبيق القرار 1701”.

عسكريا فان التحركات ليست اقل خطورة من الدبلوماسية: وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أوعز إلى حاملة الطائرات “يو.إس.إس أبراهام لينكولن” بتسريع وصولِها إلى الشرق الأوسط برفقة الأسطول الذي تقوده والذي يضمّ الطائرات الشبح إف – 35 الأكثر تطوّراً. كما أمر بإرسال غوّاصة الصواريخ “يو.إس.إس جورجيا” التي تعمل بالطاقة النووية والمُسلَّحة بصواريخ كروز إلى المنطقة أيضاً لتنضمّ بذلك إلى اثنتي عشرة سفينة حربية موجودة في الشرق الأوسط برفقة حاملة الطائرات الأميركية الأخرى “يو.إس.إس روزفلت”. التي تعمل في مياه الشرق الأوسط منذ عدّة أسابيع، وهو ما يمنحُ الولايات المتحدة وجوداً هائلاً في المنطقة. كما تعمل مجموعة “يو.إس.إس واسب” للعمليات البرمائية، التي تضمُّ الآلافَ من قواتِ مُشاة البحرية القادرين على القيام بالعمليات الخاصة في البحر المتوسط.

خلاصة القول، فان قرار الحرب او التسوية مرهون بنتائج المفاوضات التي بدأت امس الخميس في الدوحة لذلك فان التعويل كبير على جهود كلّ المبعوثين إلى المنطقة. ولكن ماذا سيحصل لو فشلت المفاوضات؟ البديل لن يكون سوى التصعيد العسكري. وفي هذه الحالة فان أمريكا لن تترك حليفتها إسرائيل  وحيدة ضدّ إيران وضد حزب الله.

واخيراً...

صحيفة هارتس تقول ان واشنطن تُهدد نتنياهو وحكومته باتخاذ إجراءات قاسية حال إفشالهم قمة الدوحة. كيف نصدق أمريكا وهي التي أرسلت ترسانة عسكرية هائلة الى المنطقة لدعم إسرائيل؟

مقالات متعلقة

.