هنالك اناس يتكلمون ولا يحسبون حسابا لِما يترتب على كلامهم من شر وأذى للآخرين ، وكأنهم احرارا مطلقين بما يريدون ، وأن لا قانون أو أعراف أو تقاليد أو ضوابط أو لجاما يلجمهم ويحكم تصرفاتهم , فلا يحق لهم العبث يسمعة الآخرين , فللناس كرامات وأحاسيس وعزة نفس ويجب أن لا يخدش الكلام أي انسان , وقذف الكلام السيئ حرام والاتهام بدون أدلة وبراهين مهانة للعقل وإفساد للمجتمع وخطيئة كبرى
فالانسان الصالح والخير لا تستغيب الناس
ظاهرة النميمة منتشرة في مجتمعنا بشكل كبير وهي تزداد انتشارا في المجتمعات البسيطة والغير متعلمة ، والنميمة تشمل إصدار الاتهامات بغير الحق ،حتى غدت ظاهرة في المجتمع ، والنميمة ليست مقصورة على سن معين ، فالملاحظ أن الكبير والصغير ، الذكر والأنثى ، المتعلم والمثقف والجاهل ، الغني الفقير ، كلهم بهذا الذنب سواء ، جلسات الدواوين والمناسبات السارة انقلبت الى منتدى للغيبة والنميمة ،وكذلك مناسبات العزاء تحولت من طلب الرحمة للميت الى الإكثار من القيل والقال ، نعم ما أحوجنا في هذا الزمن للطهارة ، حيث تكاثرت الأفواه الفاسدة والألسن اللاذعة والجارحة والنيات السيئة لابتعادنا عن قيمنا الاصيلة
الله عز وجل أرسل الانبياء وأنزل الكتب بواسطة انبيائه هداية لعباده ، ورسالات الله وكتبه أمرتنا بطهارة القلب والفم وتهذيب اللسان ، وزجره بقوة عن الذم والكذب والنميمة والغيبة وظلم العباد والتجني عليهم ، فأين دور أهل العلم والإحسان ؟ أين دور رجال الدين والوعظ والإرشاد ، هذه الظاهرة تقودنا الى التهلكة ، فالحفاظ على سلامة المجتمع وتماسك اللحمة الاجتماعية واحترام الصغير للكبير وانضباط الناس وفقا للعادات والمعايير الاجتماعية وحسب القوانين الوضعية ونواهي رب العالمين هي واجب كل واحد منا
علينا أن نبحث عن هذا الداء الغريب الذي ظهر بيننا ، و تجتثه ونقلع أنيابه ، الذي نقلنا الى مربع ملوث مليء بالأوبئة والأمراض ، علينا جميعا أن نكون المثل والقدوة وأهل شهامة ومروءة وكرامة
قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " وقالرسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم َ:" مَنْ ضَمِنَ لي ما بينَ لَحْيَيْهِ ورجليهِ ضَمِنْتُ لهُ الجنَّة "