اليونانيون القدماء وبالذات في دولة اسبارطة , قبل أكثر من اربعة الالاف سنه , ارادوا اقامة مجتمع سليم ومثالي , وقرروا أن كل شاب وشابه يريدان الزواج عليهما المثول امام لجنة من الحكماء , فترة معينة , لكي يفحصون مدى أهليتهما وملائمتها للزواج وتربية الاولاد , فهم أدركوا الاهمية والمسؤولية الكبيرة للزواج وتربية الاولاد , ووضعوا شروطا وصفات التي يجب أن تتوفر بالزوج والزوجة حتى يوافقوا على زواجهما , فلماذا لا يدرك الكثير منا هذه الاهمية هذه الأيام ؟
في مجتمعنا للأسف يتزوج الكثير من الشباب والشابات وهم غير أهل للزواج وبعد فترة قصيرة يتطلقون, وعلى سبيل المثال الذين يعانون من التخلف والبساطة المتناهية ومن أمراض أخرى يتزوجون وينجبون الاولاد وهم غير أهل لتربية الأولاد فيكون اولادهم عالة على المجتمع , وهنالك اهميه قصوى لوعي رب العائلة وملائمته وتحمله لمسؤولية الزواج وتربية الأولاد , لأنه هو قائد السفينة وربانها الذي يجب أن يقودها لبر الأمان , ولذلك يجب أن تتوفر في الزوج عدة صفات أساسية ومنها , أن يكون عاقلا , جديا , عادلا , حنونا , حكيما وراعيا لأسره وغير مدمنا على المخدرات والكحول , وهادئا , وقادرا على ادارة شؤون عائلته واستقرارها , ويكون قدوة يقتدي بها اولاده , وملبيا لاحتياجاتهم ,لان الأب الذي لا يملك الصفات المذكورة أعلاه , والمستهتر والمهمل لمسؤولياته والمقصر في اداء واجباته العائليه والتربوية , والذي يفرض سلطته بالقوة على أبناء عائلته , ويقيد حرياتهم , ويفرق في المعاملة بين أبناءه أو يتعامل معهم بقسوة وبعنف , مثل هذا الاب بدون ادنى شك سوف يفقد محبة واحترام اولاده له , وقد يصل بهم الحال أن يتمنوا التخلص منه ، فالأب والأم هما من يصيغان ويهندسان شخصية أولادهما بالتربية السليمة والمعاملة اللطيفة , وعليهما بث رسالةُ الحب والحنان والاطمئنان لأولادهما

يقول الشاعر : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق , وامتدادا لهذا القول ولهذه الأم العظيمة , نقول يجب إعداد الأب أيضا اعدادا جيدا لكي يبني الاجيال الواعية لكي تنهض بالمجتمع الى الامام , جيل خالي من التعقيدات والأمراضِ الاجتماعية التي تنتقل بالوراثة من جيل إلى جيل , فالأب والأم مكملان لبعضهما البعض ,ويجب ان يتفقا على اسس واضحة بتربية الابناء

وأخيرا وليس آخرا , الزواج وتربية الأولاد مسؤولية كبيرة ويجب تهيئة المرشحين للزواج بإقامة دورات تأهيل نصلي لله أن يحفظ جميع الآباء والأمهات ويلبسهم ثوب الصحة والعافية ويعطيهم القوة والمعرفة والصبر على أداء رسالتهم المقدسة بتربية أولادهم التربية السليمة