تستضيف العاصمة الفرنسية باريس حدث الألعاب الأوليمبية الصيفية لهذا العام، وهو حدث يتابعه الملايين من سكان الكرة الأرضية
ويبدو ان باريس حالفها الحظ لاستضافة هذه الألعاب بعد ان ظلت بعيدة عنها مائة عام بالتمام والكمال حيث كانت باريس قد استضافتها آخر مرة في العام 1924
فرنسا عززت من إجراءاتها الأمنية بشكل غير مسبوق خلال فترة الأولمبياد، حيث نشرت 45 ألفا من أفراد الشرطة، فضلا عن ألف عنصر أمن خاص وألف شرطي من بلدية باريس
كذلك، تقوم فرقة قوامها عشرة آلاف عسكري بدعم هذا الانتشار الأمني
وتم نُشر قناصة على أسطح مباني باريس على طول نهر السين مركز الألعاب، لتحييد أي مسلّح يستهدف الحشود أو وفدا من الرياضيين على متن قارب أو رئيس دولة أو حكومة زائر
وبحسب مراقبين للحدث بدت المناطق المطلّة على نهر السين حصناً منيعاً خلال الأيام الأخيرة، واقتصر عبور الحواجز الحديدية على الأشخاص المقيمين وأصحاب الحجوزات في الفنادق المزودين برمز تعريف خاص
كما فُحصت كل القوارب التي تسير في النهر، وخضعت العبّارات والقوارب الـ85 التي نقلت الرياضيين لمراقبة صارمة
اولمياد باريس الأكثر تكلفة في العالم لهذه الألعاب بعد البرازيل، كلف الخزينة الفرنسية حوالي 10 مليارات يورو
أولمبياد باريس شهد حالتين غريبتين: اولهما حالة سرقة نجم عالمي
فقد تعرض نجم كرة القدم البرازيلية السابق أرتور أنتونيس كويمبرا المعروف بـ"زيكو" لسرقة حقيبته
وعلى ذمة زيكو الذي شارك في 3 نسخ من كأس العالم كانت تحتوي الحقيبة على نقود وساعات وألماس
صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية ذكرت أن قيمة الممتلكات التي سُرقت من زيكو تُقدّر بـ542 ألف دولار
الحالة الثانية والتي يصح تسميتها فضيحة، ان خطأ كبيرا وقع في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس، بعد رفع الحراس العلم الشهير للألعاب بشكل معكوس
فقد رفع الحراس في نهاية حفل الافتتاح العلم بحلقاته الأولمبية الخمس على عمود في ساحة تروكاديرو بالقرب من برج إيفل، ولسوء الحظ، كان العلم معكوسا حيث تم قلب الحلقتين السفليتين للرمز إلى الأعلى، والشكل المعتاد للعلم هو "ثلاث حلقات فوق حلقتين"
ولغاية الآن لم تصدر السلطات المختصة توضيحا لسبب هذا الخطأ
بقي علينا القول ان رفع يافطة أو علما "بالمقلوب" ليس حالة فريدة من نوعها في العالم
أتذكر في إحدى زيارات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لبرلين، وبينما كنت في طريقي للمطار كوني كنت واحدا من الوفد الفلسطيني المستقبل للرئيس، رأيت على أحد جسور الشارع المؤدي للمطار يافطة ترحيب بعرفات باللغة العربية معلقة بالمقلوب
وكانت سيارة عرفات ستمر من تحت ذلك الجسر
فاتصلت فورا بالسفير الفلسطيني الصديق د
عصام كامل سالم الذي سارع فورا بإبلاغ الجهات المختصة لتصليح الخطأ
وتبين فيما بعد ان العامل الألماني الذي علق اليافطة لا يفهم العربية
وكان هذا خطأ تنظيميا أدى فيما بعد الى معاقبة المسؤول عن ذلك، كما أخبرني السفير وقتها
فهل من يعاقب المسؤول الفرنسي عن خطأ رفع العلم الأولمبي بالمقلوب؟
وأخيرًا
بما اني لا أستطيع ان أحلل بحرية عما جرى في مجدل شمس (تحسبا لقانون الطوارئ)، فإني أكتفي بتقديم التعازي لأهالي الضحايا