يتعرض بعض الأطفال العرب للضرب من قبل ذويهم دون الاخذ بعين الاعتبار صغر سنه، وهذه التصرفات غير مقبولة وبالذات اذا كان هذا الضرب مبالغ في قسوته، لانه يشكل خطرا كبيرا على مستقبل الطفل عندما يتعرض لمثل هذا الضرب، ناهيك عن الأضرار العقلية والنفسية التي تسبب له، ومع تكرار مشاهد ضرب الأطفال، نسأل: هل هذا السلوك يشكل ثقافة تربوية عامة في مجتمعنا؟.
الاخوة الأعزاء، هناك اجماع واتفاق لدى علماء النفس والتربية، أن الضرب يسبب أضرارا عقلية وجسدية ونفسية وسلوكا عدائيا لدى الأطفال، وربما هذا الضرب يسبب الانحراف في الصغر ويسبب العنف في الكبر بدافع الانتقام من المجتمع الذي لم تحميه أنظمته وقوانينه من الضرب، وهذه المعاملة القاسية تجعل الطفل ربما يعيش مهزوما ومنعزلا عمن سواه من الأطفال، فينشأ ضعيف الشخصية ولا يثق في نفسه، وقد يدفعه هذا إلى الارتماء في أحضان من يجد لديه الاهتمام عند الكبر بعد أن عاش محروما من هذا الاهتمام مثل تجار المخدرات وغيرهم من رفقاء السوء، وينتقم الطفل لنفسه عندما يكبر من أبنائه، فيتعامل معهم كما كان والده يتعامل معه بالضرب والقسوة لاتفه الأسباب، وهكذا نرى ان الطفل المعنف بالضرب يشكل خطرا على أسرته ومجتمعه ووطنه مستقبلا ويصبح محترفا للجريمة، لذلك يجب استعمال أساليب تربوية خالية من الضرب والعنف ضد الأطفال، فالظروف قد تغيرت والمتغيرات الاجتماعية تفرض التعامل مع الأطفال بأساليب تربوية جديدة.
فظاهره الطفل المؤدب قد انتهت، وحلت محلها ظاهرة الطفل المتمرد الذي لا يخشى سطوة والديه أو معلميه، ومع هذه المتغيرات لا بد من أساليب تربوية جديدة تلائم متطلبات العصر، لا تخلق من الطفل عدوا لوالديه أو لأقرانه، بل تجعله ابنًا محبًا مطيعًا لوالديه، وقريبا من أقرانه وحريصًا على صداقتهم.