ثبات غزة من ثباتنا، وهبة الطلاب العرب وقود صمودها-ممدوح أغبارية
نحن لا نتضامن مع غزة
نحن لا نتضامن مع غزّة، لا نتعاطف معها، فغزّة نحن ونحن غزّة، ألمها ألمنا، جراحها جراحنا، والهمّ واحد
ولأنّ قضيتنا، قضيّة العدوان على غزة وتصفية مشروع المقاومة والصّمود، تحتاج منّا إلى تصعيد نضالي مكثف لا يتوقف ولا ينقطع، فإنه لمن الواجب وفرض العين علينا أن نحشد طاقاتنا في هذه المرحلة الحاسمة في سبيل تحويل كل ساحاتنا، أطرنا، شوارعنا، بيوتنا، مؤسساتنا، أحزابنا العربية، مدارسنا، معاهدنا، جامعاتنا، أن نحولها إلى منابر وميادين نضال من أجل غزة، فثبات غزة من ثباتنا يغتذي، وهبتنا وقود صمودها وانتصارها ومحرك فعل المقاومة مشروعا ورؤية وهدفا، مشروع المقاومة الذي يعتبر ميدان غزة أحد محطاته الأساس
وحدتنا تقلقهم
هناك من يراهن على هبتنا، هناك من يصر على الترويج إلى أن ردة فعل جماهيرنا العربية الرافضة الغاضبة من أجل غزة، ما هي إلا غضبة تنفيس سرعان ما سوف تنحصر، وأنها مدّ سيلحقه جزر سريع، ودورنا أن نسقط تلك المراهنة، بل وأن نسحقها بتكثيف فعل النضال والرفض والصمود
وقد صفعنا تلك المراهنة حقّ صفعة ببحر احتشادنا أكثر من مئة ألف في مظاهرة حركتنا الوطنية في سخنين قبل أيام، ومواصلتنا في نهجنا نفسه حتما ستترك أثرا عميقا على مستوى وعينا أولا، وعلي الأقلية العربية الفلسطينية في الداخل، وفي وعي المؤسسة الحاكمة والمشروع الصهيوني الذي يريد لنا استكانة وتشرذما وخنوعا ثانيا، فأن تقلقهم وحدتنا، وأن يفقدهم تلاحمنا الرافض لجرائمهم وعيهم لهو إنجاز عظيم
المؤسسة الأكاديمية في إسرائيل، الجامعة والكلية والمعهد، مصنع وعي وورشة خلق لتوجهات وآيدولوجيات القوى الصهيونية ونخبها الحاكمة، وهي كذلك يجب أن تكون بالنسبة إلينا، مصنع وعي وورشة خلق لفكر ونهج وفعل رافض متصدّ، متحدّ ومؤثّر، لا نعضد قوى حركتنا الوطنية فحسب، إنما نصنع مواقفها ونصوغ نهجها ونكون فاعلين في تأسيس مشروعها
غدا الإضراب عام
تصعيدا لنضالنا من أجل غزة وصمودها، قرر الاتحاد القطري للطلاب العرب أن يكون يوم غد الثلاثاء، 6-1-2009، يوم إضراب عن التعليم في كافة الجامعات والكليات بالتعاون مع الكتل الطلابية المختلفة، نتظاهر، نصوم رفضا، نرفع الشعارات، نقيم خيم الاعتصام أمام الجامعات وفيها، نحتشد في الخيم، نلبس السواد حزنا، نرفع الراية الفلسطينية عالية خفاقة، نوقد من أجل غزة الشموع، نعرض صور المجازر الوحشية، ونعلن توحدنا وصمودنا من أجل صمود غزة
إننا، في الاتحاد القطري للطلاب العرب، بمختلف مركباته وأطيافه الوطنية، نعوّل على الحسّ النبيل والفعل النّبيل لدى كلّ واحد من طلابنا، نعوّل على الشهامة والنخوة والغضبة والإحساس بالواجب والمسؤولية تجاه قضيتنا، قضية غزة، مشروعنا، مشروع الحركة الوطنية، مشروع الرفض والتحدي والإباء، مشروع يريد الطالب الجامعي فاعلا ومؤثرا ومقررا وركنا أساسا
لذا نخاطب همتكم العالية وعزمكم وندعوكم للمساهمة الفاعلة والمؤثرة والمكثفة في إنجاح الإضراب والتواجد في خيم الاعتصام استجابة لاستصراخ غزة الجريحة، وبفرض موقفنا حديديا مؤثرا
غدا نلتقي، في الجامعات والكليات، لننجح الإضراب معا، لنحتشد في خيم الاعتصام، لنصم تضامنا مع غزة، ولنطلقها صرخة مدوية، مستمرين على درب نضالنا وتوحدنا حتى نفشل العدوان