خدعتنا أمريكا بادعائها انها موطن حرية الراي والتعبير، وخدعتنا عندما نصبت تمثال الحرية في نيويورك كرمز للتعامل مع الآخرين، وخدعتنا أكثر عندما اعتبرت نفسها (كذباً) انها مشارك نزيه في عملية السلام في الشرق الأوسط. دعونا نتحدث عن حرية التعبير ونترك (النزاهة الكاذبة) جانباً.
من كثرة الحروب التي تعرضت لها غزة من جانب الجيش الإسرائيلي الذي يطلقون عليه "الأكثر أخلاقية بين جيوش العالم" أصبح اسم غزة على كل شفة ولسان في هذا العالم، ولا سيما بعد أحداث السابع من شهر أكتوبر الماضي.
المعادلة القائمة حاليا فيما يتعلق بالشرق الأوسط وبالتحديد في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هي كالتالي: من ينتقد سياسة إسرائيل وقادتها ومن يستنكر ما تفعله في غزة، فهو معادٍ للسامية، ومن يتضامن مع قطاع غزة فهو داعم للإرهاب. لكن من يعرب عن رايه المؤيد لإسرائيل فهذا تعبير عن حرية الراي. هذه المعادلة التي نعيشها اليوم شئنا ام أبينا.
هناك نجوم ومشاهير في هوليوود لم يطاوعهم ضميرهم السكوت على ما يجري في غزة، فأعلنوا عن موقفهم الرافض للحرب. وليس من السهل على نجوم الفن في الغرب الإعلان بوضوح عن تفاعله مع القضية الفلسطينية وعن موقف لا يتناسب مع الموقف الاسرائيلي، لأن الاتهام بمعاداة السامية جاهزة، وليس من المستبعد ان تتوقف بعض المؤسسات عن التعامل مع هذا النجم أو ذلك، لأنه فقط عبر عن رأيه الشخصي.
منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن ماكليمور عن موقفه المناهض للحرب على غزة. ولم يكتف بذلك بل سخّر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي من اجل وقف إطلاق النار، علماص بأنه يملك قرابة عشرة ملايين مشترك في قناته على "يوتيوب" وأكثر من خمسة ملايين متابع على "إنستغرام"، إضافة إلى مليونين آخرين عبر منصة "إكس". فمن هو ماكليمور؟
مغني الراب الأمريكي ماكليمور، هو واحد من الفنانين في الغرب الذين رفعوا صوتهم ضد الحرب على غزة وتعاطفوا مع أهلها. وهو بذلك ينضم الى قائمة الفنانين الأمريكيين المنددين بالحرب على غزة، مثل الممثلة والمغنية ومصممة الأزياء الأمريكية روبين ريانا فينتي، التي نشرت على حسابها في موقع "إنستغرام" صوة لطفلة فلسطينية باكية، والمغنية الأمريكية ليدي غاغا التي تفاعلت هي الأخرى مع ما يجري، ونشرت صورة للاجئين فلسطينيين، وكتبت تقول: "علينا أن نفعل المزيد لمساعدة هؤلاء الناس." كما نشر نجم كرة السلة الأمريكية السابق مايكل جوردان، على "تويتر" صورة لأسرة فلسطينية فقدت منزلها أرفقها بتعليق يقول: "يجب أن ينتهي هذا الصراع".
وأخيراً... قائمة الفنانين الغربيين ولا سيما الأمريكيين، الذين يطالبون بوقف الحرب على غزة، هي قائمة طويلة، فهل سمع بها الفنانون العرب؟ ولماذا لم نسمع عن فنانين عرب يتخذون نفس موقف الفنانين في الغرب؟
لا يوجد أي عذر وان وجد فهو أقبح من ذنب.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com