العالم ضد الحرب على قطاع غزة، بدليل ان غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (143 دولة) طالبت بوقفها، وأن غالبية الدول الأعضاء في مجلس الامن (12 من أصل 15) طالبوا أيضا بوقف هذه الحرب. لكن دولة الاحتلال مثل "الأطرش بالزفة" تجاهلت هذه المطالبة معتمدة على الفيتو الأمريكي الذي يبقي الضوء الأخضر أمامها لمواصلة عمليات القتل والتهجير.
جيش الاحتلال الذي يقول عنه احفاد بن غوريون في دولة قانون القومية انه "أكثر الجيوش أخلاقية في العالم" هل يتصرف بالفعل "بأخلاقية" في حربه على فلسطينيي قطاع غزة؟ اسمعوا ما تقوله مجلة "إيكونوميست" البريطانية الواسعة الانتشار في العالم: "أن جيش الاحتلال متهم بالفشل إستراتيجيًا وعسكريًا وأخلاقيًا في حربه على قطاع غزة، وأن إسرائيل خسرت معركة الرأي العام العالمي حتى من أقرب حلفائها" ما قالته المجلة البريطانية يعني ان الجيش الصهيوني لم يفشل أخلاقيا فقط بل عسكريا أيضا في حربه على غزة التي أسماها "السيوف الحديدية".
لنترك الاعلام الغربي جانبا، لنسمع ما يقوله محللون وقادة سياسيون وعسكريون في الكيان الصهيوني.
محللون صهاينة يرون أن اجتياح رفح لن يغير صورة وضع الحرب على غزة، وأن مواقف قادة أجهزة الأمن لا ترى أي فائدة لإسرائيل من اجتياح كهذا وإنما ربما تزيد من ورطتها. المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، يرى أن "الجيش الإسرائيلي قادر على احتلال رفح والسؤال هو ما الذي سيحققه الجيش من احتلالها" وهذا يعني ان لا فائدة من هذا الاحتلال.
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، قال في مقابلة مع موقع “واي نت” الإخباري في منتصف شهر أكتوبر الماضي موجها كلامه لنتنياهو:" لا يمكن القضاء على حركة حماس" وفي الخامس والعشرين من الشهر الحالي دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود اولمرت إلى "وقف العملية العسكرية في رفح وإنهاء الحرب المتعثرة في غزة من أجل إعادة المختطفين."
أولمرت ذهب الى ابعد من ذلك في المقابلة التي أجرتها معه إذاعة كان الرسمية بقوله:" لا فرصة لتحقيق النصر الكامل أو التدمير النهائي لحماس". وما تتعرض له إسرائيل الآن في المحاكم الدولية تنبا به أولمرت في مقابلته، حيث حذر من أن ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين "سينفجر في وجه إسرائيل أمام محكمة دولية وأن الحرب في غزة لا تخدم أي مصلحة لإسرائيل، ويجب وقف العملية العسكرية في رفح وإنهاء الحرب المتعثرة في غزة من أجل إعادة المختطفين."
وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، لهما أيضا راي آخر إذ قالا لنتنياهو أن "الاجتياح لن يؤدي إلى انتصار حاسم على حماس، خلافا لوعوده للجمهور".
وأخيراً...
في مجتمعنا العربي فئتان من الصحافة: فئة شريفة تحترم نفسها وهي بذلك تدفع ثمن موقفها بالمعاناة وفئة مبتذلة تبيع نفسها وهي بذلك تجني المال ثمن موقفها. والفرق بين الأولى والثانية كالفرق بين الطهارة والنجاسة.