سبق وقررت ألّا أعود الى المطالبة بتوحيد الأعياد المسيحيّة، فقد تعبت وكدت أيأَس، الى أن جاء الفصح المجيد في هذه السّنة، فإذا الفرق بين "الشّرقيين" و "الغربيين" عشرات الأيام (35 يومًا) بل والمُحيّر والمؤسف له أن كنيستنا الكاثوليكية عيّدت الفصح المجيد قبل الفصح اليهودي ب23 يومًا !!! في حين :حدد مجمع نيقية تاريخ عيد القيامة كالتاليّ: الأحد الأول بعد بدر الاعتدال الربيعي، ولا يجوز أن يأتي بالتّزامن مع فصح اليهود أو قبله.
نعم الانجيل يخبر ويقول أن الربّ يسوع المسيح عيّد الفصح اليهوديّ ومن ثمّ صُلب ومات وقام... كنت قبل ثلاثة أيام في دكّان جميل للملابس في شفاعمرو اعتدت الشراء منه، فضحك صديقي صاحب الدّكان وقال ضاحكًا: كلّ عام وأنتم بألف خير.. نحن يا أخي بتنا ننتظر عيد الميلاد!!!. أمر محزن ومُحيّر وفي ثناياه يختبئ أكثر من سؤال.
ألَم يشعر القادة الرّوحيون أنّ هناك ما يلزم للتفكير الجدّي ومن ثمّ الاجتماع والاتفاق على أحد ربيعيّ يرفل بالذكرى الجميلة والوحدة وينال رضا ربّ القيامة.
سألت قبل سنتين مطرانًا جميلًا ورعًا ومتقاعدًا: قل لي يا سيّدنا: هل القدّيسة العذراء مريم كاثوليكية أم ارثوذكسيّة ام بروتستانت وهل الرسل كاثوليك أم ارثوذكس أم ...؟
فرسم المطران الجميل على مُحيّاه بسمة بريئة وقال: المشكلة "فوق" لدى الكبار يا بُني وليست لدى الشعب البسيط والمؤمن.
بالطبع لم يُجدّد لي المطران ولغيري شيئًا فالكلّ يعرف أن المشكلة "فوق" وليست عند الشعب البسيط؛ وكيف تكون لديهم مشكلة والارثوذكس والكاثوليك في بلادنا وفي العالم عائلة واحدة: اخوال وأقرباء وأنسباء وحفدة؟!!
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: كيف ينام القادة الروحيون وهم يروْنَ قلب الربّ يحزن على ما يرى.
ألا يستطيع قداسة بابا روما وبابا الاقباط وبطريرك روسيا والقسطنطينية والارمن و.. من لمّ الشمل ورأب الصّدع، وتوحيد الأعياد، وارضاء الشعب وقلب الله، ولا أقول توحيد الكنيسة وهو الأهم.
انهم خمسة... ستة.. سبعة، فليتواضعوا تحت يد الربّ القديرة، ويطلبوا معونته وعونه ورضاه وبركاته، علمًا أن قداسة بابا الاقباط الطيّب الذكر شنودة الثالث اقترح قبل انتقاله الى الامجاد، أن يكون الأحد الأوّل او الثاني من شهر نيسان من كلّ سنة موعدًا ثابتًا للفصح، وهذا أمر منطقيّ وجميل.
عيوننا نحوك يا ربّ فأنت أنت القادر.