هذا العنوان لمقالي اقتبسته من بيان أصدرته عائلات أسرى إسرائيليين في غزة، خيّرت فيه نتنياهو بين اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، أو إبرام صفقة تبادل مع حركة حماس. من الطبيعي ان يكون لدى هذه العائلات سببا لإصدار هذا البيان، علما بانهم يقومون باستمرار بمظاهرات صاخبة يطالبون فيها نتنياهو بالإسراع في تحرير الرهائن. فما هو السبب يا ترى؟
باعتقادي ان حماس تستخدم في الفترة الأخيرة أسلوب الحرب النفسية ضد نتنياهو وحكومته، بتحريض أهالي الرهائن واستفزازهم من خلال بث أشرطة لأسرى يتحدثون عن وضعهم ويناشدون نتنياهو بذل كل الجهود لتحريرهم. الفيديو الذي عرضته كتائب القسام السبت الماضي والذي يظهر فيه أسيران إسرائيليان يطالبان حكومة نتنياهو بالإفراج عنهما، ويقولان إنهما يعيشان أوضاعا صعبة تحت القصف، أشعل الشارع الإسرائيلي وخرج أهالي الأسرى مجددا بعشرات الآلاف يطالبون الحكومة بعودتهم.
فيديو كتائب القسام مثل غيره من الفيديوهات التي تنشرها الكتائب حول الاسرى تدغدغ مشاعر أهاليهم ونستفزهم. ومما لفت النظر في الفيديو الأخير عرض جمل مكتوبة مثل: "الضغط العسكري الذي تمارسه إسرائيل تسبب بمقتل عشرات الأسرى في غزة، وحرم البقية من الاحتفال بعيد الفصح اليهودي مع أسرهم دون توضيح عددهم"
إذًا هي حرب نفسية أيضا وبامتياز. أهالي الرهائن لم يتملكهم الصبر فخرجوا الى الشارع وخيروا نتنياهو في بيان لهم أن يختار: اما اجتياح رفح أو صفقة مع حماس". عائلات الأسرى دعت في بيانها، أعضاء الحكومة إلى الإفراج عن ذويها المحتجزين في غزة، حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب، وفق البيان.
ورغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية للاجتياح، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها
تصر إسرائيل على اجتياح رفح لاعتقادها بأنها المعقل الأخير لحركة حماس.
الصحافي والكاتب الأمريكي توماس فريدمان المقرب من الرئيس بايدن له راي آخر: فهو يخير إسرائيل بين رفح أو الرياض. بمعنى اما الاجتياح وإما التطبيع مع السعودية. وقال في مقاله في صحيفة نيويورك تايمز:" كلا الإمكانيتين- اقتحام رفح أو التوقيع على اتفاق مع السعودية- ليس من السهل تنفيذهما، والطريق الى الرياض سوف تساهم أكثر في النهاية، في حين أن خيار رفح سيؤدي الى طريق مسدود".
وأخيرًا... يوجد قول في لغتنا العربية" اطلب العلم ولو في الصين". ويبدو ان الفلسطينيين حولوه إلى "اطلب المفاوضات ولو في الصين". ومن أجل ذلك تستضيف الصين جولة مفاوضات جديدة بين حركتي حماس وفتح، لمناقشة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وذلك على وقع الحرب المستمرة في قطاع غزة للشهر السابع على التوالي. اجتماعاتهم في عواصم عربية "ما زبطت بلكي بتزبطها الصين".