أنتِ معي ولست لي
شعر معين ابوعبيد
كنتِ إكليلا طوّقني إعجابا ودهشة
والمطرَ الذي بلّل جفاف قلبي الموجوع
وسحابة جاءتني في وقت أشبه بالإنسان الضائع وسط الغرباء
حرّكتِ كلّ أحاسيسي الراكدة منذ سنين
وشعرتُ أنّ النظر إلى وجهك
تحليقٌ إلى عالم من نوع آخر
اه عه كم تمنّيت شقّ جسدك والتجوّل في قلبك
وحين تُضيعين الدرب في العتمة أكون قنديلك
ووطنًا صغيرًا يحضنك
وعندما جنود الأحزان تُداهمك
أحتفظ بك في أرجاء روحي
رغم كلّ هذا غدوتِ عنيفةً كعاصفة هوجاء
وتركتني رهين الغربة وجفاف العاصفة
وسلمتني للمنفى
فأطفأتِ حرائق الشوق وغدت روحي جافة
معرضة للغرق دون أن أخوض السباحة في البحر
يمزقها اليأس
ألا تعلمين ماذا سيكون مصيري
وأنا خارج مساحات قلبك
أشعر كأنّي جبل بشريّ
أحمل على كاهلي هموم ومتاعب الكون
كشاعرٍ متشرِّدٍ يتوق لترك قلبه الموجوع
على قارعة الطريق ليموت دهسا بين أقدام المارّة
من كتابي الأخير صدى الصمت