وكانه لا توجد عصافير في هذه الدنيا،
وكأن الطيور كلّها هاجرت إلى استراليا أو كندا أو إلى جزر الكاريبي الدافئة المزركشة بيوتها،
شارع الشجر الذي يزيّن حيّنا في رام الله لم تعد تُزيّنه طلة العصافير البهية، التي خرجت من المشهد الصباحي المشوب بالبرودة وببعض اشعاعات الشمس الخجولة، لا تكاد تنفض قطرات الندى وبقايا رذاذ المطر عن اوراق الاشجار الباسقة شبه المصفرّة،
الحمامة المايسترو التي كانت تضبط ايقاع زقزقات زملائها وافراد جوقتها من العصافير يبدو انها اضاعت "النوتة الموسيقية"، وعصا القيادة، فلم تعد الاوركسترا تصدح ولا حتى تُدندن!!!،
هل ما زال هناك مُتّسعٌ للموسيقى أو لزقزقة العصافيرفي هذه الاجواء المُتفجّرة نارا وبارودا، دماء وشُرودا،
حقول جافة يابسة محروقة لا خضرة فيها ولا ورودا،
شعبٌ رازحٌ تحت القصف والركام يُحاول ان يُبلسم جراحه، صابر لا يلطم خُدودا،
ايمانه بالله في هذا الشهر الفضيل وفي حتمية النصر واليوم الموعودا،
وان الزمان بسواعد ابنائه سيتبدّل وتشرق الشمس املا وتُزقزق العصافير مجددا على الاخضر عودا.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني