كل ما أعرفه وأسمعه عن نتنياهو ماضيا وحاضراً، انه يميني التربية والنهج السياسي، وكاره لكل عربي مهما كانت أصوله. حتى هؤلاء الذين عقدوا معه "اتفاقات أبراهام" لا يكن لهم أي محبة حقيقية، بل الظروف السياسية هي التي أجبرته على التظاهر بالود لهذا النوع من العرب. وبالنسبة لنتنياهو وغيره من قادة إسرائيل، فإن التوافق مع أفكارهم و"طأطأة" الرأس لما يقولون هي المؤشر للمحبة لهم "ظاهرياً".
الفلسطيني أياً كان، لا مكان له في قلوب قادة إسرائيل سوى مساحة من الحقد الأعمى. ألم يقولوا ذات يوم بكلّ وضوح وعنصرية وحقد: "الفلسطينيّ الجيّد هو الفلسطينيّ الميت". ألم تقل غولدا مائير " كلما يولد طفل فلسطيني لا يغمض لي جفن". ليس السياسيين فقط بل كبار الحاخامات اليهود يحملون ويبثون نفس الأفكار. ففي تصريحات عنصرية ومثيرة للاشمئزاز، قال الحاخام إلياهو مالي رئيس المدرسة الدينية "شيرات موشيه" في يافا تل أبيب إنه "وفق العقيدة اليهودية يجب قتل جميع سكان غزة":. فماذا يريد العالم أن يسمع أكثر منت ذلك سياسياً ودينياً؟
ما دعاني للكتابة حول ذلك، السجال بين الرئيس التركي أردوغان وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، الذي شن هجوما عنيفا على الرئيس التركي الذي اتهم: "حكومة نتنياهو بمواصلة ارتكاب المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني"، ووضع نتنياهو بمرتبة "نازيي عصرنا بسبب الجرائم التي ارتكبوها ضد الإنسانية." حسب قول أردوغان.
نتنياهو، وكما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت " لم يسكت على وصف أردوغان له بالمجرم، بقوله " إن تل أبيب لن تتلقى نصائح أخلاقية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يرتكب مجازر ضد الأكراد في تركيا." ولم يكتف نتنياهو بذلك واتهم اردوغان بانه يدعم "القتلة" في قطاع غزة، ويرتكب مجازر في تركيا.
قد نختلف (أحياناً) مع الرئيس التركي في بعض المواقف، لكن موقفه المؤيد والمدافع عن القضية الفلسطينية هو موقف ثابت ومبدئي. ونحن لسنا في صدد الدفاع عن أردوغان لأنه ليس بحاجة لمن يدافع عنه. من حقنا أيضاً ان تضع كلام نتنياهو في ميزان السياسة: إذا كان أردوغان يدعم القتلة في غزة، فماذا نقول يا مستر نتنياهو عن دعم أمريكا لكم في غزة ؟ قل لنا يا أبا يائير: هل الجيش الإسرائيلي موجود منذ 157 يوماً هناك لتوزيع مواد غذائية لأهل غزة أم لمواصلة عمليات القصف، وكأن سقوط حوالي 40 ألف غزي لا يكفي ؟ عفواً ومعذرة نتنياهو نسيت ان جيشكم "الأكثر أخلاقية" بين جيوش العالم فعل ذلك دفاعاً عن النفس.
وأخيراً...
استقبالا لشهر رمضان: خمسة جرائم قتل في ليلة واحدة: جريمة قرب المغار، جريمة قتل مزدوجة في عراد جنوبي البلاد، جريمة قتل رابعة في باقة الغربية، والجريمة الخامسة شهدتها يركا. كتبنا وعالجنا الكثير عما يجري في مجتمعنا من جرائم قتل ولا حياة لمن تنادي. لدرجة ان الكلمات التي نستخدمها في الحديث عن الاجرام في مجتمعنا العربي أصبحت تخجل من نفسها.