سمعنا كثيراً عن تأجيل مؤتمرات دولية ومحلية وعن تأجيل موعد ندوات واجتماعات مهمة لسبب أو لآخر، وحتى أننا سمعنا عن تاجيل موعد اجتماعات قمم عربية لسبب ما، لكننا لم نسمع باقتراح يطالب بتأجيل الحج، ورصد الأموال المخصصة للحج هذا العام لعمل خيري تضامني.
سياسي ومفكر أردني اسمه رحيل الغرايبة يحمل الدكتوراه في الشريعة الإسلامية وهو الأمين العام السابق لحزب المؤتمر الوطني الأردني قبل اندماجه مع حزب الوسط الإسلامي، نشر على حسابه في ”فيسبوك"، مشروع فتوى فقهية إسلامية عالمية يقترح فيها رصد أموال الحج والعمرة لهذا العام 2024 /1445هجرية وإرسالها الى غزة للإغاثة وإعادة الإعمار.
هذه الفتوى وضعها الدكتور الغرايبة تحت تصرف الفقهاء المسلمين في العالمين العربي والإسلامي. اقتراح السياسي والمفكر الأردني ترك جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك من أيده ورأى فيه طرحاً إنسانيا وهناك من عارضه في السعودية. هذا الاقتراح وحسب الدكتور الغرايبة، يأتي من منطلق واجب الوقت الذي يتطلب التفكير بواقع شرعي صحيح، ومن أهمية إنقاذ الأرواح بكل السبل الممكنة، لأنه الأهم ويجب تحقيقه بأسرع وقت ممكن. ويقول في هذا الصدد:" أرى والله أعلم أن واجب إنقاذ الأنفس هو الأرجح وله الأولوية في هذه المرحلة التاريخية المؤقتة على وجه الحصر والتحديد”.
جيش الذباب السعودي الإلكتروني شن هجوما عنيفا على السياسي الأردني رحيل الغرايبة بسب اقتراحه واعتبره "شيطنة". يعني بنظرهم ان مساعدة أهل غزة هي شيطنة حسب رأي أهل النفاق.
في اتصال هاتفي مع فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي في لبنان، قال لي ردا على اقتراح المفكر الأردني : " حين يتعارض أمرين ويتعذر القيام بهما معاً، يقدم الأهم على المهم ولا نرى شيئا يتقدم شيء على حفظ النفس المؤمنة الطيبة الطاهرة، لذلك ومن باب فقه الأولويات نرى ان الأولى لمن حج حجة الإسلام ان يدفع بتكاليف الحجة الثانية التي تعتبر "سنّة" لأهلنا في قطاع غزة، ولمن اعتمر مرة ان يدفع بتكاليف العمرة الثانية لأهلنا المحاصرين هناك خاصة وان العمرة في الأساس ليست من فرائض الاسلام".
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن صحفيا مصريا من المحسوبين على نظام السيسي يدعى، خيري رمضان كان قد تقدم باقتراح مثيل بإيقاف العمرة لمدة سنة، ولكن ليس لأجل دعم غزة، لأن غزة لا تهمهم، بل لحل أزمة نقص العملة الأجنبية والدولار والذي تعاني منه مصر حالياً والانهيار الاقتصادي الذي تعيشه مصر.
وأخير اً...
رئيس بلدية الناصرة يجد نفسه الآن في مأزق: قائمة ناصرتي التي يرأسها "أبو ماهر" حصلت على ثمانية أعضاء فقط، و "الجبهة" حصلت أيضا على ثمانية مقاعد، أما قائمة منصور عباس فقد حصلت على ثلاثة مقاعد. إذا في هذه الحالة لا يوجد أمام "أبو ماهر" سوى "خيار من خيارين" لتشكيل الائتلاف فإما مع منصور عباس أو مع الجبهة، وكل جهة ستحاول ابتزاز رئيس البلدية. فما العمل أبو ماهر؟
فهل يرضخ الرئيس للابتزاز، ام يقلب الطاولة على رؤوسهم بحل آخر؟