مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس، بالتزامن مع تبادل النيران مع حزب الله في الجنوب اللبناني والذي يجري على أساس "قواعد الاشتباك"، تقوم أطراف عربية بمشاركة أمريكية بالبحث عن طرق لإقناع الجانبين الإسرائيلي وحماس بالقبول بمفاوضات قد تؤدي الى نتائج إيجابية ترضي الطرفين.
المفاوضات حول صفقة تبادل ثانية جديدة بين إسرائيل وحماس يتم الحديث عنها وعن صعوبة التوصل لاتفاق هدنة جديد في ظلّ الإصرار الإسرائيلي على مواصلة الحرب، واقتحام رفح لفرض أمر واقع أمنيّ على الوسطاء، لا سيما مصر في المرحلة التي تلي الحرب، حسب بعض التحليلات.
إسرائيل، الولايات المتحدة، حماس وكذلك قطر. هم الآن تحت المجهر. الاسرائيلي نتنياهو، يريد هدنة ترافق الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين وهدنة لا تمس ائتلاف حكومته. ويرى أنّ ما بعد الحرب يفرض استمرار الحرب لا وقفها، وتمسكه بلاءاته الثلاث. اضافة الى ذلك، فإن نتنياهو لديه تخوف من ثلاثة أمور يعمل بكل قوة على عرقلة تحقيقها: أولها، الإفراج عن عضو المجلس الثوري لحركة فتح مروان البرغوثي، وثانيها اطلاق سراح الأمين العامّ للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد السعدات، وثالثها الافراج عن القيادي في حماس عبد الله البرغوتي.
هذا يعني أن البرغوثييّن والسعداتي هم القادة الفلسطينيين الثلاثة الرئيسيين الذين تشملهم لائحة حماس، والذين تصر على اطلاق سراحهم ضمن الصفقة، ولا سيما مروان البرغوثي الذي يقلق خروجه الإسرائيليين كونه يتمتّع بمكانة شعبية قوية ورمزية عالية قد يساهم اطلاق سراحه في استعادة وحدة الموقف الفلسطيني، خصوصا في الضفة الغربية.
أما حماس فهي تريد هدنة على ثلاث مراحل، كلّ منها لـ 45 يوماً، على امل ان هذه المدّة تُفقد الجيش الإسرائيلي زخمه. فبنود الهدنة المتنوعة تتطلّب آلية عربية دولية فائقة التعقيد، وموافقة إسرائيلية عليها، غير متوافرة. والاهم من ذلك كله، وحسب المعلومات المتوفرة، فإن حماس تحتاج أيضا إلى هدنة أكثر من إسرائيل، نظراً إلى الكارثة الإنسانية التي ضربت القطاع، كما تريد هدنة تؤدي إلى ضمانات بوقف ملاحقتها أمنيّاً، بعد أن يتمّ الإفراج عن الدفعة الأخيرة من الرهائن الإسرائيليين التي تضمّ ضبّاطاً من رتب عالية ومتوسطة،
وماذا تريد الإدارة الامريكية؟ الرئيس الأميركي جو بايدن يريد مفاوضات تتضمن اطلاق سراح ستّة أميركيين واستقبالهم في واشنطن، كإنجاز يوظّفه انتخابياً خلال التحضير لحملة انتخابات الرئاسة الامريكية المقبلة،
وأخيراً...
ناشد فضيلة الشيخ كمال خطيب، كل الذين يحتفلون بالأعراس وكأن شيئاً لم يكن، بالقول: “بالله عليكم لا تجعلوا اعراس ابنائكم مغمسة بدماء الشهداء في غزة”. كلام قوي ومؤثر لمن يفهمه. فهل يدخل هذا الكلام آذان أصحاب الأعراس؟