صدرت خلال الأيَّام الماضية المسرحيَّة الشِّعريَّة "التَّسامُحُ، سلوك راقٍ وَمُقَدَّم" للشَّاعر العَروضي محمود مرعي، وهي من فصل واحد لجيل 13- 18.
وقد كتب مقدَّمتها الشَّاعر الباحث صالح أحمد، وممَّا قاله في المقدِّمة «مسرحيَّة شعريَّة بامتياز... شعرت وأنا أقرأها بأنَّ رونق الشِّعر المسرحيِّ، أو المُمَسرَح- إذا صحَّ التَّعبير- ما زال يحتفظ برونقه، وأنَّ الفنَّ الَّذي أبدع به ومن خلاله أمير الشُّعراء- أحمد شوقي- في مسرحيَّاته ما يزال حيًّا نابضًا مُتَجَدِّدًا...
وها نحن أمام شاعر ملك زمام الشِّعر وألق الكلمة الهادفة المموسقة الَّتي تعرف طريقها إلى وعي وحسِّ وذوق القارئ بقوَّة. فليس كلُّ شاعر قادرًا على إبداع مسرحيَّة شعريَّة، لأنَّ الأمر يتطلَّب مهارة فائقة في فنِّ الشِّعر بأوزانه وموسيقاه وإيقاعاته المنضبطة المتساوقة بسهولة وعذوبة وجماليَّة... وإلمام وتمكُّن من فنِّ التَّراكيب اللُّغويَّة والمهارات التَّعبيريَّة... إضافة إلى الحسِّ الموسيقي، واللَّمسة الفنِّيَّة، والتَّعبير المرن السَّلس البعيد عن كلِّ تكلُّف وتصنُّع...
لقد أبدع شاعرنا العروضيُّ- محمود مرعي- مسرحيَّة شعريَّة راقية فنًّا ونظمًا وتعبيرًا... كما أبدع في جعلها رسالة تربويَّة هادفة ومقنعة بقوَّة، تخاطب وعي الشَّباب، وتغرس في نفوسهم جميل الآداب وعظيم الصِّفات والأخلاق والفضائل... كما أبدع في تضمينها آيات قرآنيَّة وَآياتٍ مِنَ الإِنْجيلِ تدعم رسالته وتجعلها أكثر تأثيرًا في النُّفوس والأذهان. كما أبدع في خلق توافق هرموني منطقي بين أحداث المسرحيَّة، ورسالتها، وبين مقاصد الآيات القرآنيَّة وَالإِنْجيليَّة الكريمة الَّتي اختارها لتدعيم رسالته. وَكَذٰلِكَ أبدع في جعلها تأتي على لسان مجهول، ما يجعلها تثير الانتباه كونها تأتي من الخارج، من عالم الغيب المجهول، وتحمل صفة العموم، لتقرع الأسماع وتنبِّه الأذهان وتثير الحسَّ والوعي وتهيِّئه لتلقِّيها بقوَّة وخشوع.
كما أبدع في تحليل سلوك الشَّباب المراهق، وكشف الإرهاصات والأزمات النَّفسيَّة الَّتي تسيِّر سلوكهم، وتتحكَّم بنزواتهم، وبالتَّالي تحكم تحرُّكاتهم، وتصرُّفاتهم. وضرورة تَنَبُّه المربِّين- آباء ومعلِّمين- إلى السُّبل الحكيمة في مواجهتها، وتسييرها الوجهة النَّافعة الإيجابيَّة والصَّالحة».
يذكر أنَّ المسرحيَّة صدرت عن أ. دار الهدى، عبد زحالقة، بدعم من مركز المكتبات والأدب ووزارة الثَّقافة والرِّياضة.
يشار إِلى أَنَّ هٰذا الكتاب هُوَ الكتاب السَّادس والثَّلاثون (36) للشَّاعر مرعي.