رئيس لجنة المتابعة محمد بركة بخصوص السعي لاقصاء عوفر كاسيف: "عوفر كسيف نصب مرآة امام وجه المؤسسة الاسرائيلية المتعطشة للدم والابادة".
المؤسسة شديدة "الحساسية" لصورتها، وهي تهيئ لنفسها ان تحتكر وجه الضحية التي تتعرض للملاحقة، ولذلك فان المؤسسة بمختلف أذرعها تعمل على كسر المرآة وتقيم محكمة ميدانية وارهاب فكري وسياسي ضد منتخب جمهور.
في هذه الأيام، يجري التوقيع من قبل أعضاء الكنيست على طلب يقضي بفصل عوفر كسيف من عضويته في الكنيست بسبب مواقفه، وذلك بناء على بند في نظام الكنيست لا يمت للموضوع بصلة ولم يجرِ استعماله حتى الآن. عوفر يمثل ناخبيه، ولا توجد ذرة تبرّر لمعارضيه السياسيين ان يحددوا له مواقفه، هذا يدعى ملاحقة" وهذه هي الفاشية كما تجسدت في مستنقع تلك الأيام الحالكة في القرن الماضي في أوروبا وامريكا الشمالية والجنوبية وفي اليابان وفي جنوب افريقيا.
جنوب افريقيا التي تهتدي برفعة وسموّ الأفكار والتضحية التي سطرها الكبير والعظيم نلسون مانديلا، قررت التوجه لمحكمة العدل الدولية العليا في لاهاي، والتي يحفظ فيها حق إقامة الدعوى للدول فقط، من اجل ان تحسم في الإبادة الإسرائيلية في غزة. البريء لا يخشى محكمة العدل والعدالة. المجرم ترتعد فرائصه في محكمة العدل والعدالة. ىالمجرم سيعمل بكل قوته على تهديد الشهود وعلى التشويش على الحقيقة ويعمل لكسر المرآة التي تظهر وجهه الحقيقي.
النائب عوفر كسيف يمثل صوتا شجاعا للضمير وللعقل داخل واقع حالك مملوء بالهوس وتقديس القوة وإستباحة جرائم الحرب والتطهير العرقي والتهجير والترانسفير. ليس بسيطا ان تكون انسانا في واقع التبهُّم. ليس بسيطا ان تقوم بدور قارع على الاجراس عندما تكون الأبواب محكمة الاغلاق والآذان صماء والقلوب قاسية كالحجر. سيأتي يوم يقول فيه الجمهور في إسرائيل للدفاع عن نفسه: انه كان هناك أيضا عوفر كسيف الشخص والفكرة، وانه كان هناك حاملو مشعل الضمير والسلام الحقيقي.
عوفر ورفاقه في الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، بتركيبتها العربية اليهودية، يقفون في النقطة الأكثر دقة كي لا يسقطوا في انياب الشوفينية: فهو تألم حتى أعماق نفسه على ما حدث في 7 أكتوبر، لكنه لم يلفظ أنفاسه وحافظ على الروح وسمو النفس كي يقف بشجاعة في مواجهة "النكبة" التي تقوم بها حكومة الهوس الفاشية الاسرائيلية في غزة التي تتهدم وتنزف. دعم مبادرة جنوب افريقيا هي واجب الضمير والإنسانية.
حماية عوفر كسيف وحماية حاملي المشعل، ضرورية للدفاع عن حق التعبير وعن القيم الإنسانية، لكنها ضرورية أيضا لأولئك المنخرسين او مطأطئي الرؤوس امام موجات الاجرام والكراهية، والذين سيكونون ضحاياها في المستقبل عندما يقولوا: ويلاه، لم نعرف. انت تعرفون اليوم والآن، تعرفون اين وصل أولئك الذين بسبب الجبن والتبلّد والخوف، قالوا انهم لا يعرفون. لا تخف يا عوفر، نحن المستقبل".