بينما يخوض الجيش الإسرائيلي معارك ضارية في غزة يتكبد خلالها خسائر فادحة بعدد قتلى جنوده وضباطه، تشتعل حربًا أخرى في أروقة الحكومة الإسرائيلية والوزراء والتي كانت تقتصر على التسريبات وسرعان ما تحولت إلى تصريحات علنية.
وزير الاقتصاد نير بركات انتقد سياسة مجلس الحرب تجاه قطاع غزة بوصفها "لطيفة بشكل مفرط" مشيرًا إلى أنه يتم تعريض حياة الجنود للخطر وأن على الحكومة الإسرائيلية أن لا ترضخ لأي ضغوط تذكر حتى من أصدقائها وأن يكون جل اهتمامها حياة الجنود.
ولم يتطرق بركات إلى السؤال حول ما يقترحه بالنسبة لمصير المخطوفين.
على إثر تصريحات بركات قال الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، إنه يتوقع من وزراء الحكومة التصرف بمسؤولية وعدم الخروج بتصريحات لا أساس لها والتي من شانها المس بحصانة المجتمع الإسرائيلي والعائلات والجنود بشكل خاص، وفق أقواله.
ورد بركات مغردًا على منصة X بأنه يتوقع من غانتس أن يتواضع ويصغي للنقد البناء وأن يفهم أن حياة الجنود أهم من حياة الغزيين وفق تعبيره.
وبدوره يطالب بن غفير بتوجيه ضربات جوية أقوى لتسطيح الأرض في غزة، وعدم فرض أي قيود على القصف الجوي أو المدفعي، كما هاجم بن غفير رئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي مشيرًا "انتهت تلك الأيام التي كان من غير الممكن أن يقال له أي شيء" ردًا على تسرييات من اجتماع للكابينيت.
وذكر بن غفير أن مجلس الحرب معلق بالأوهام وأن نتنياهو يتبنى التوجه الخاطئ لغانتس في الحرب.
وما زالت تدور خلافات بين وزير الاقتصاد سموتريتش ووزير الداخلية موشي اربيل حول موعد انتخابات السلطات المحلية والذي تحدد يوم 30.1.24، وهو نقاش امتنع نتنياهو الخوض فيه حتى اللحظة رغم ضغوط سموتريتش لتأجليها بسبب صعوبة مشاركة الجنود والضباط في الانتخابات بظل الحرب الدائرة.
في السياق دعا الرئيس الإسرائيلي ايتسحاق هرتسوغ في خطاب للإسرائيليين مساء الأحد إلى تجنب الصراعات.
وقال هرتسوغ: "العدو بنتشي من مشاهدة الصراعات والمنكفات بيننا. دعونا نتوقف عن الخلافات في هذه الحرب الصعبة وممنوع علينا أن ننكسر، فالعدو يتربص لرؤية التشققات بيننا".
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحرب في قطاع غزة كلفت إسرائيل ثمنا باهظا وخسائر في الأرواح بصفوف الجيش.
وقال في كلمة اليوم الأحد، توجه بها إلى الإسرائيليين: "نحن نوسع الحرب في غزة، وسنواصل هذه الحرب حتى النصر على حماس هذه هي الطريق الوحيدة لإعادة مختطفينا وللقضاء على حماس وللتأكد من ان غزة لن تعود لتشكل تهديدا على إسرائيل".
وأضاف أن ذلك "سيستغرق وقتا لكننا موحدون، الجيش والشعب والحكومة، وسنواصل الحرب حتى النهاية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، أن حصيلة القتلى في صفوفه خلال الـ24 ساعة الماضية بلغت 15 جنديا، ما يرفع الحصيلة الإجمالية المعلن عنها إلى 487 قتيلا (ضباطا وجنودا) منذ بداية الحرب على غزة.