شهدت منطقة الشمال والبلدات العربية على وجه الخصوص، أمس السبت إلى سيول وفيضانات كبيرة إثر هطول الأمطار الغزيرة والتي أسفرت عن إصابات وعالقين وأضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية في مشاهد بدت غير مسبوقة وصادمة رافقها تذمر وسخط المتضررين من سوء وضعف البنى التحتية في البلدات، وسط اتهامات البلديات والمجالس المحلية.
ومن البلدات التي واجهت السيول الأكثر ضراوة كانت شفاعمرو، إذ حاصرت المياه المواطنين في منازلهم وأغرقت عددًا منها والمصالح وألحقت خسائر هائلة، ووصل الأمر ببعض المواطنين التنقل عبر ركوب السيل الجارف بالعجلات الطائشة.
وكانت عائلة عوض في شفاعمرو تكبدت خسائر فادحة وفقدت مصدر رزقها بعد أن داهمته السيول ودمرته بالكامل.
تقول الشابة حلا عوض في حديث لكل العرب إن لعائلتها محل للعلاجات الطبية والطبيعية أسسته منذ 14 عامًا وصرفت عليه العائلة "دم قلبها"، وفق تعبيرها، وبالأمس كانت السيول التي استطاعت التدفق للمحل كفيلة بتدميره وإغراقه بكل ما فيه من محتويات شملت أجهزة وأثاث وبالتالي ضياع مشروع العمر ومصدر رزق العائلة.
15 ساعة ولا مستجيب!
وعلقت عوض: "كنا نتوقع أن بلداتنا على حد أدنى من الجهوزية لاستقبال الشتاء، ورغم ما حصل لم نجد أي مسؤول توجه بالمساعدة أو بادر بالسؤال حتى. ليس هذا حالنا وحدنا إنما كان حال عشرات المنازل والمصالح في البلدات العربية التي كان من المفترض أن تكون فيها مصارف المياه جاهزة لتصريف الأمطار، لكن للأسف هذا لم يكن. بلداتنا العربية غير جاهزة لأن هناك من لا يقوم بواجبه والنتيجة أننا نحن ندفع الثمن. المياه راوحت مكانها في محلنا لأكثر من 15 ساعة دون مستجيب أو مغيث. البلدية تحدثت عن 3 آليات عملت لتجريف المياه.. كيف لـ 3 آليات أن تتجاوب مع مدينة مثل شفاعمرو؟".
وتابعت: "ليس من ذنب المواطن أن يدفع ثمن إهمال المسؤولين وتقصيرهم واهتمامهم بمشاغل أخرى وفي الانتخابات".
رد رئيس البلدية
وتوجه مراسل موقع كل العرب إلى رئيس البلدية - عرسان ياسين وجاء في التعقيب: "لقد قمنا في شهر أكتوبر الماضي بالاستعداد وتنظيف الأبار والمصارف لاستقبال الشتاء خصوصا أن شفاعمرو فيها الكثر من الوديان والذي حصل أن في شهر نوفمبر الذي يليه تساقطت أمطار الخير ولا أقول للأسف لأن الأمطار بركة لكن هذا جعل المصارف أقل جاهزية لاستقبال أفواج أمطار جديدة خصوصا مثل التي شهدناها بالأمس وهي غير مسبوقة ولم أرها في حياتي وفترات رئاستي الطويلة للبلدية وفعلًا كانت كمية الأمطار مفاجئة وكانت تعادل في ساعاتها الأولى ثلث كمية الأمطار على مدار العام مجتمعة، كما أن شفاعمرو ليست المتضررة الوحيدة وسكانها إنما أيضًا شاهدنا بلدات يهودية غارقة".
"الضرر فاق قدرات البلدية"
وتابع رئيس البلدية: "لم نتوقف عن العمل بالأمس وأوعزت لجرافات بالعمل ولكن الضرر الذي حصل فاق قدرات البلدية وصعب علينا التعامل مع جميع المشاكل والتوجهات وقلت لكل من توجه من المواطنين أحضر جرافة والبلدية ستتكفل بالدفع".
أما عن توجه عائلة عوض قال ياسين: "ذهبت إلى العائلة وأنا متضامن معها وقلت أن البلدية تقف معها ومع الناس وأرسلت مندوب التأمينات لإحصاء الأضرار لتعويض المتضريين، نحن نتحمل المسؤولية ولا نتهرب منها".
وتابع: "نحن ندرس العبر مما حصل بالأمس وسنتجهر بآليات عمل مختلفة للتعامل مع أي حدث شبيه وبهذا الحجم".
عرسان ياسين لم يذهب للعائلة المتضررة
وأبلغت عائلة عوض موقع كل العرب لاحقًا أن رئيس البلدية لم يصل محلهم ولم يرسل أي مندوب كما إدعى في رده.