عيناها وحشيّة تُطلق سهاما ورديّة، تُصيب دائما ولا تخيب أبدا.
من تحت خدّيها المُحمرّة يقفز مُهران ابيضان، ينطلق صاروخان موجّهان.
تجتمع أمامك ونحوك موجّهة سهام العينين ورشقات الصاروخين، فاين ستذهب يا هذا وكيف بعد اليوم تنام قرير العين؟؟!!
من صدرها يفوح عبق نسمات الجنوب،بطعم التفاح ومذاق الزمّان.
بستانُ ولهٍ وعشقٍ تثور في جنباته حبتي الرمّان.
عيناها خضرة الربيعِ المُزهرِ، يستحمّ في زُرقة مياه الخلجان.
أسرح وامرح بشغفٍ بين ضفّتي نهرها المُتورّد النديّ،
اغرس في شطّه رايتي، وعزف صهيل الحصان.
عيناها صباحٌ جميلٌ يغتسل فيه الفجر ويتفجّر النبعان.
لمسةُ البدر على جيدها يتلوّى ويتراقص النغمُ صادحا همسا وطربا بين زغاريد الوترِ الرنّان: "آه يا ليل آه يا عين، آه يا زمان .. آه يا زمان، .. يا زمان الوصل بالاندلسِ ...
تُناغيني بدلالها وحفيفها المُعتّق، بشفاه الكرز البرّي وعسل اللسان، ...
طلّة القمر يتوارى في عبير عطر جدائلها ويغطس في سماء ليلها الساحر النعسان.

* منجد صالح - كاتب ودبلوماسي فلسطيني

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com