عندما خرج فضيلة الشيخ رائد صلاح آخر مرة من السجن قبل أكثر من شهرين، كان معروفاً أن إطلاق سراحه لا يعني التوقف عن ملاحقته، لأن الشيخ "الرائد" يعرف تماماً، أن الجهات الأمنية ستستمر في متابعة خطواته ونشاطاته وحركاته، وستجد ذريعة ما لاتخاذ أي شيء ضده
وكان واضحاً أن نشاط الشيخ كرئيس للجنة إفشاء السلام القطرية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا كان هذه المرة سبباً للملاحقة ومنع فضيلته من السفر لغاية الثالث عشر من الشهر المقبل وهذه المدة قابلة للتمديد ستة أشهر
قرار المنع وقّعته وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أييلت شاكيد، زميلة منصور عباس في الإئتلاف الحكومي، والذي لم ينتقد هذا القرار أو يعترض عليه كونه مشاركاً في الحكومة
تعالوا معي نحلل القرار
تقول شاكيد: ان الشيخ رائد صاحب الصلاحية المركزية في الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي) ويعمل على ترميم التنظيم
يا سلام على هذا الاستنتاج
من الطبيعي أن يكون رئيس أي حزب أو أي حركة بشكل عام هو صاحب القرار، لكن "يا ريت تفهمينا يا شاكيد" كيف يريد الشيخ العمل على ما أسميته "ترميم" علماً بأن الحركة محظورة منذ عام 2015؟
وتتابع شاكيد عبقريتها في التبرير بقولها:"هناك خشية من أن سفره إلى الخارج سيستغل من أجل تقديم مصالح الحركة الإسلامية وتشكيل عمل تنظيمي أمام تنظيمات إرهابية"
ما هذا الهراء يا شاكيد؟ الشيخ يسافر ويعود، وأنه انطلاقا من حكمته وبعد نظره السياسي ليس في وارد تجاوز قرار الحظر، وأنتم خير من يعرف ذلك
أما بشأن ما أسمته شاكيد "تشكيل تنظيم إرهابي، فهذا يدل على قصر النظر السياسي للوزيرة
الشيخ رائد يا شاكيد مواطن على هذه الأرض الفلسطينية يسافر ويعود شأنه شأن أي مواطن عربي آخر، ومن غير المعقول أن يقوم الشيخ بمثل هذا العمل في الخارج أو حتى التفكير به
والكذية الأكبر أن "مدام شاكيد "اقتنعت بوجود خشية حقيقية من أن سفر الشيخ إلى الخارج سيؤدي إلى الإضرار بأمن الدولة
"تصوروا أن الدولة النووية إسرائيل تخاف على أمنها من شيخ جليل فاضل لا هم له سوى قدسه وأقصاه وشعبه
الشيخ رائد يا سادة وبالتحديد يا جماعة الائتلاف الحكومي ليس عالماً نووياً وليس مختصاً بفيزياء الذرة أو بقنابل انشطارية أو بسلاح آخر حتى تخافون منه
قرار شاكيد بمنع شيخ الأقصى من السفر خارج البلاد لم يكن الأول من نوعه
فالشيخ "الرائد" تم منعه مرات عدة في السابق، كما مُنع لأعوام عدة من دخول القدس والمسجد الأقصى المبارك، لنفس الأسباب التافهة وغيرها وقضى أحكاما مختلفة في السجون الإسرائيلية، وفُرض عليه كذلك الحبس المنزلي، كما اعتُقل عام 2011 في بريطانيا، وهو معرض للملاحقة السياسية بشكل دائم
الرجال مواقف يا "ائتلاف" الحكومة عرباً ويهوداً
وأعتي المواقف الوطنية
وشيخ الأقصى باق على موقفه وهو الدفاع عن الإيمان بقضيته وشعبه وتمسكه بالثوابت الإسلامية والعروبية والفلسطينية
وهذا الإيمان هو السلاح الوحيد الذي يملكه الشيخ
وأنتم تستطيعوا سجنه ومنعه من السفر، لكتكم لا ولن تستطيعون مطلقاً نزع إيمان الشيخ إن كان داخل البلاد أو خارجها،
فكفاكم هراءً وملاحقة له