اعترف شاب عربي من النقب، أمام ضابط في وحدة يوآف، أنّه اشترى كوكايين بسعر 500 ألف شيكل، لخلطه وبيعه بمبلغ 3 مليون شيكل، ولكن اتضح أن! الكوكائين عبارة عن كلغم من الطحين!

وبسبب هذا "الاعتراف" الذي جاء من باب الثرثرة والتباهي، تم إحضاره إلى محكمة الصلح في مدينة بئر السبع، بشبهة نية القيام بجريمة – ولكن القاضي أمر بإطلاق سراحه بعد كشف محامي الدفاع عن ثغرات قانونية في تضليل موكله من قبل الضابط.

وأصل القضية أنّ الشرطة أعلنت في 10 أغسطس/آب عن اعتقال شاب (29 عاما)، من مدينة رهط بالنقب، بشبهة حيازة كلغم من مخدرات الكريستال النقي، يقدر ثمنها بنحو مليون شيكل.

مخدر "الكريستال" الذي اتضح أنه طحين

وقالت الشرطة في بيانها أنه في إطار عمل قوات الشرطة في مدينة رهط، تم دهم أحد المنازل، وخلال دخول القوات، رصد أفراد الشرطة إلقاء كيس من النافذة، وعند فحص محتويات الكيس تم العثور على حوالي 1 كغم من مخدر الكريستال النقي بقيمة تقدر بنحو مليون شيكل. وتمّ القبض على المشتبه من سكان رهط وإحالته للتحقيق.

ولكن الفحوصات المخبرية التي أجريت على محتويات الكيس الذي تم إلقاؤه من نافذة المنزل، أكدت أنه يحتوي على الدقيق وليس كوكائين كما كانت شبهات الشرطة في البداية.

وقد ترافع عن المشتبه به المحامي علي أبو لبن، الذي أكد أن موكله وبعد أن فهم من الضابط أنه سيتم اطلاق سراحه، رد على استغراب الضابط لماذا تمّ إلقاء الكيس من النافذة، بدأ "من باب الثرثرة والتباهي" بالحديث عن أرباح بالملايين، وهو شخص صاحب إعاقة ذهنية وعامل بسيط في مصنع وبدون سوابق جنائية.

المحامي علي أبو لبن -  محامي الدفاع عن المشتبه به

مندوب الشرطة من جانبه أشار إلى أنّ هذه القضية الأغرب التي تواججها أقسام التحقيق في شرطة لواء الجنوب، وأضاف قائلا إنّ المشتبه به أقحم نفسه في القضية لأنه فهم أن بحوزته مخدرات وليس طحينا وحتى أنه روى ماذا يريد أن يفعل بالمال الذي سيجنيه من بيع المخدرات وبدأ بالحديث عما كان سيقوم به مستقبلا – وبالتالي تمّ إحضاره لتمديد اعتقاله بدل اطلاق سراحه من محطة الشرطة، وذلك بالتشاور مع نيابة لواء الجنوب.

إلا أنّ قاضي محكمة الصلح يانيف بن هاروش أشار إلى أنه لم يتم تسجيل الاستجواب بين الضابط والمشتبه به الذي حضر إليه بعد الاطلاع عن أنه سيتم الإفراج عنه، والأمر الثاني المشاكل العقلية التي يعاني منها المشتبه وأن أقواله جاءت من باب الثرثرة والتباهي لعامل في مصنع - ومن هنا أمر بإطلاق سراحه رهن الاعتقال المنزلي لمدة عشرة أيام في مدينة اللد بمركز البلاد وكفالة 25 ألف شيكل، ودفع مبلغ 15 ألف شيكل يبقى في خزينة المحكمة - هذا المبلغ الذي لم يستطع تجنيده وبالتالي تم تقسيمه أمس الجمعة بأمر من القاضي ألون غبيزون - رئيس محاكم الصلح في الجنوب - على دفعتين، ليتم إطلاق سراحه.