ما زال عطرها "يتمترس" بجانبي، حولي، في فنائي، في مُحيطي، بين ثنايا كُمّ قميصي. ما زال يزكم أنفي، يُدغدغني، يستفزّني، يُثيرني، يُخرجني من هدوئي في خُلوتي ويُدخلني في عاصفني، في ...
منذ ذلك اليوم، منذ تلك اللحظات، منذ اسبوع: "وصلت إلى الندوة الادبية متأخّرا قليلا، الصالة تعجّ بالمدعوين الحضور، انتظرت ونظرت ونظرت وانتظرت املا في كرسي فارغ غير محجوزة...
وجدتها، يعني الكرسي، القدر رسم خيوطه، اختطّ المسار والمصير.
كانت كرسي وحيدة شاغرة، في الصف الثاني. اقتربت بتؤدة وحرص وجلست، نظرت يمينا ويسارا، على اليمين وعلى الشمال.
هبّت "عاصفة" العطر المُعتّق الشهي من على يساري، من جانب كُمّ قميصي ...
حوريّة بحرٍ، حوريّة برٍ، حوريّة شقراء الشعر مُجدّلٌ، مُلفلفٌ، مُقطقطٌ، بثغرها المُحمرّ، شديد الاحمرار.
غطست في بحر عطرها المُتورّد النفّاذ، طوعا أو قسرا، فهل كنت أملك خيارا آخر، وهل تمنّيت خيارا آخر؟؟!!، أم أنني شكرت الاقدار على تسيير هبّات النسيم، نسيم البرّ نسيم البحر نسيم العطر نسيم الجمال والاناقة والقيافو واللباقة،
نسيمٌ يهبّ باستمرار دون توقّف ولا حتى "هُدنة"،
وما زال عطرها من يومها صامدا يهُبّ يعبق انفي، يستفزّني يُثيرني يُسعدني يُفرحني، لكن يمنعني من أن اكتب اليها حتى تحية الصباح، خشية من أن يوشي بي وبرغبتي في الاقتراب مُجدّدا من عطر عطرها.