تحدّث صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن "إطاحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، باللواء توفيق الطيراي من منصب رئيس مجلس أمناء جامعة الاستقلال"، مشيرة الى أنّها تعتبر أحدث مؤشر على تصاعد التوتر بين كبار ضباط القيادة الفلسطينية.
كان عباس قد أقال، الإثنين 8 أغسطس/آب، الرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، العضو البارز باللجنة المركزية لحركة فتح الحاكمة، بعد أيام من سماعه ينتقد الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، في تسجيل صوتي سُرِّب على الشبكات الاجتماعية.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
وينظر كثير من الفلسطينيين إلى "الشيخ"، البالغ من العمر 61 عاماً، على أنه مرشح رئيسي لخلافة عباس. كما يرى أنصار الطيراوي أيضاً أنه مرشح مناسب ليحل محل عباس.
في السياق، قالت مصادر فلسطينية إنَّ عباس (87 عاماً)، أمر أيضاً بسحب حراس الأمن المتمركزين خارج منزل الطيراوي، والذين يتولون حمايته.
وهذا الإجراء غالباً ما تتخذه قيادة السلطة الفلسطينية من أجل معاقبة كبار المسؤولين الفلسطينيين الذين ينتقدون عباس وغيره من قادة السلطة الفلسطينية. ويهدف أيضاً إلى إذلال معارضي عباس بجعلهم يبدون أقل أهمية مما هم عليه.
بينما قال الطيراوي (73 عاماً)، إنه لا يعرف سبب سحب الحراسة الأمنية، وإنه سمع بقرار طرده من الإعلام.
يُذكر أن الجامعة التي ترأسها الطيراوي وساعد في تأسيسها، هي أول مؤسسة أكاديمية تقدم دراسات في العلوم الأمنية والعسكرية.
انتقادات متكررة للطيراوي
في السنوات القليلة الماضية، انتقد الطيراوي مراراً قيادة السلطة الفلسطينية، وضمن ذلك عباس وغيره من كبار القادة والمحاربين القدامى في حركة فتح الحاكمة، وحمَّلهم المسؤولية عن الفساد المالي وسوء الإدارة.
ويُقال إنَّ الطيراوي وعدداً من قادة فتح المخضرمين، وضمنهم جبريل الرجوب ومحمود العالول وعزام الأحمد، يعارضون بشدةٍ قرار عباس ترقية "الشيخ" إلى منصب أمين عام منظمة التحرير الفلسطينية، وهو منصب يمكن أن يمهد الطريق لانتخابه ليكون الرئيس المقبل للسلطة الفلسطينية.
ويرى البعض أن انتقاد الطيراوي المتكرر لقيادة السلطة الفلسطينية أكسبه كثيراً من الأعداء، لاسيما بين أوثق الدوائر المحيطة بعباس.
يأتي قرار عزل الطيراوي وتجريده من التفاصيل الأمنية ليشكل مفاجأة لبعض نشطاء فتح، الذين قالوا إنَّ هذه علامة أخرى على معركة الخلافة المحتدمة في السلطة الفلسطينية. وزعموا أنَّ عباس يحاول التخلص من معظم خصومه داخل فتح.
وأشار النشطاء أيضاً إلى أنَّ الطيراوي تمكَّن من إنشاء قواعد للسلطة في عدة أجزاء من الضفة الغربية خلال السنوات التي كان فيها رئيساً للجامعة.
وقال أحد النشطاء: "الطيراوي شخصية ذات شعبية كبيرة ومؤثرة. ولديه أتباع كثيرون، خاصةً من تخرجوا في جامعته؛ مما كان يعزز مكانته".
بينما أعرب عضو آخر في فتح عن مخاوفه من أنَّ التحرك ضد الطيراوي سيزيد من تفتيت الحركة ويفاقم التوتر بين قادتها.
كما أشار الناشط إلى أنَّ "هذه أخبار جيدة لحماس ولكل من يكره فتح. لقد فقدت فتح بالفعل كثيراً من مصداقيتها، بسبب المشاحنات والتوترات الداخلية".