ــــــــ
عبرنا الماء إلى آخر الليل
كنا نود نحاور نجمتنا وهْي
تغسل في الفجر أردانها
ونقلص حدْس الطيور إلى حدِّ طفلٍ
بشرفة منزله لم يزل يتأمل
فوضى الهزيع الأخير،
شربنا كؤوس الغياب
صعدنا دروب المناعة
كان لنا أن ننير محاريبنا
بالقرنفل
أو نجعل القوس خمسَ مراحلَ
آخر شبرٍ بها يختلي بالفراسخ سرا
ويمكر مستهترا بالمسافات
مال السحاب إلى صخَب سائب
في البراري
ومد له وردة الصمت
ألقى عليه رطوبة أخطائه
فرجوناه أن يستحق بداهتنا
أن يكون كريما
ويطفئ في أريحيته لهب الأصدقاء،
لقد كنت أقربَ للنهر
و العشب أبعد منه
لذا جئت أسأل:
كيف نفسّر هذا المدى؟
وهل الأرض حين تتمّم دورتها
تستثير شكوك المنافي؟
إلى قدمي نطّ ظل وريف
رأيت أمامي منارا
يؤدي طقوس الولاء إلى سفنٍ وهْيَ
تصغي إلى الموج والبحر يأخذها بحنان
إلى حضن مينائهِ.
ــــــــــ
مسك الختام:
أرسلتُ إلى الريح
كثيباً من عنبٍ أشقرَ
كي تطفئَ فيهِ
ضحِكاً غيرَ مبرَّرْ.