لا زال بعضنا في ظل إنكشاف المشهد الفلسطيني يعيش حالة من مرض الهذيان العقلي المدمر للذات، والذي يكون فيه مغيباً عن الوعي، كمن يعيش في بلاد العجائب، من حيث إصدار البيانات العلنية البعيدة عن الواقع، بحيث تعودنا أن تكون مبارزاتنا كلامية، وردود الفعل فيها لا تقوم على أسس منهجية تسبق الحدث، بل جاءت دوماً كخطوة تالية عليها، بهدف التكيف معها وليس تغييرها، وهناك سمة أخرى للأزمة الراهنة تجسدت في رفض كل منا لخيارات الآخر، كأنما يتصور الواحد منا أنه أُوتي الحكمة وأحتكر المعرفة، فنحن – كفلسطينيين - غير موحدين على كيفية مواجهة أي حدث، أو عمل أي شيء، فلم نعد نسمع كثيراً عن تحصين المجتمع الفلسطيني وتعزيز صمود أهله أمام تحديات الخارج، خاصة في ظل عقلية التفرد، وهشاشة مؤسسات السلطة وتعطلها بفعل الانقسام، وفقدان القدوة والمَثل الأعلى في العمل الوطني، وغياب القيادة الجماعية، وتبدد الأهداف الوطنية، وتصاعد شعور المواطن بالحرمان واليأس والتسلط، وكأننا نعيش في جزر مستقلة منفصلة بعضها عن بعض، ومن هنا، صاحبت نتائج هذه الأزمات سلسلة من التراجعات المتكررة، لتبلغ أسفل درجاتها في مرحلتها الحالية
هناك رغبة شعبية جامحة تنادي بالتغيير للأفضل في المشهد الفلسطيني بكل مكوناته، والعمل معاً انطلاقاً من معادلة: (متمايزون، لكن متكاملون في مسيرة وطنية هدفها تحقيق الخير العام للشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات المشتركة)، فننهض من كبواتنا المتكررة