الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 01:01

الصهيوني يدق الأسافين، ويخشى الوحدة

بقلم: بكر أبوبكر

بكر أبوبكر
نُشر: 07/08/22 07:54,  حُتلن: 09:09

يقوم الجيش الصهيوني بمهمته التي خُلق من أجلها، وهي العدوان ثم العدوان ضد العرب والفلسطينيين. أن هذا العدوان بأشكاله المتعددة لم يتوقف منذ بروز الكيان حتى اليوم.

اليوم استطاع جيش الحرب أن ياخذ نفسًا طويلًا من خلال إيكاله مهمة الكثير من الاعتداءات الاجرامية للعصابات الصهيونية المموّلة في الضفة والقدس ما جعل من مهمته فقط حراسة المسار الإجرامي للمستعمرين، وفي إطار التكامل بين القضاء الصهيوني الذي يشرعن إقامة المستعمرات، والمشرع الصهيوني ب"الكنيست" الذي يسن القوانين العنصرية، والحاخامات العنصريين الذين يجيزون كل شيء لاسترداد "أرض إسرائيل" الموهومة البازغة من قعر التاريخ المزور لتمثل استمرارها لخرافة ووهم كبُرَ حتى عاشوه وكانه حقيقة.

في الضفة الغربية تتكاثر مشاريع الاستعمار الاستيطاني يوميًا، ويقوم شبيبة اليمين الصهيوني الارهابيين المسلحين بسرقة الأراضي واحتلالها غير منتظرين شرعنتها، إذ أن الجيش الصهيوني كما نرى لا يقوم الا بالدور المساند تحت نظر الحكومة اليمينية المتطرفة التي يستهويها استرجاع "يهودا والسامرة" قطعة قطعة من بين يدي "الأغراب"، ولكن ليس بالسهولة التي يظنونها فهناك شعب بطل مرابط ثابت صامد مقاوم لا يلين.

جولة عدوانية إرهابية جديدة يقوم بها الجيش الصهيوني ضد الفلسطينيين، وهدفها الانتقال من جنين الى غزة وبالأحرى اليوم ضد فئة يظن أنه يستفرد بها من فئات الشعب الفلسطيني وهي حركة الجها.د الإسلا.مي، ويدق الأسافين بينها وبين الأطر الاخرى.

لقد ضاق الصهاينة ذرعًا بالقوة الجماهيرية الفلسطينية من خلال المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، رغم ما نراه يحتاج لقوى دافعة أكبر بكثير، وقُرع لديه جرس الانذارالأحمر عندما ظهرت بوادر الوحدة الوطنية الميدانية بين "فتح." و"الجها.د" و"حما.س" ما بين جنين الى نابلس انتقالًا متوقعًا لديهم الى الخليل ما يهدد فكرة السيطرة الإسرائيلية على الضفة المثقوبة بكتل المستعمرات وعصابات المستعمرين وما يهدد مشروع استبدال السلطة الوطنية فعليًا بالصياغات العشائرية أو القبلية أو ما يشبه روابط القرى وعبر إحداث الفوضى الداخلية.

إن السبب الرئيس للعدوان الرئيس الحالي على غزة هو الرعب من بوادر الوحدة الوطنية الميدانية فما بالكم لو تمت على الصعيد السياسي العام؟

ومما لا شك فيه أن تكديس الجثث الفلسطينية يعبّد الطريق لدى السياسيين الصهاينة نحو "الكنيست" مجددًا أيضًا، وكما قال أحمد مجدلاني فإن "الدم الفلسطيني والأراضي الفلسطينية هي دائما عنوان وأداة من أدوات الدعائية في الحملات الانتخابية الاسرائيلية".وفي العدوان الصاروخي على غزة ومسلسل القتل رسائل للشمال، كما هو لما بعد بعد بيروت.

قال داوود شهاب القيادي في "الجهاد" رافضًا دق الأسافين الصهيونية: "هذه المعركة تستهدف الكل الوطني الفلسطيني، ومن الخطأ أن نسمح للاحتلال الاسرائيلي بأن يمرر سياسته التضليلية ودعايته المكشوفة التي تسعى الى ايهام العالم وتضليله بالقول بأن هذه المعركة تستهدف حركة الجها.د الاسلامي".

لكن الإعلام الإسرائيلي يركز على نجاحه الكبير في تحييد "حماس" عن معركته أو حملته –هو بالحقيقة عدوان-كما يسميها ضد "الجهاد" سواء في غزة، أو في الضفة الغربية حيث يركز على أن الاعتقالات تطالهم هم فقط! وان قصف غزة لا يعدو كونه موجهًا اليهم وليس لحماس أوالشعب الفلسطيني.

قال الناطق باسم جيش الحرب الصهيوني أن "حملتهم" كما الحال عام 2016 تمامًا هي موجهة فقط ضد "أوكار حركة الجها.د الاسلا.مي "الارهابية" في قطاع غزة، وذلك ردًا على محاولة هذا التنظيم "الارهابي" بفرض معادلات وفرض استهداف المدنيين الاسرائيليين وجنود الجيش من خلال عمليات كانوا يخططون لها ويستعدون لتنفيذها في الأيام الأخيرة متمثلة بإطلاق قذائف مضادة للدروع وعمليات قنص."

وحول التحييد الفصائلي (دق الأسافين بين الفصائل) قال هاني ثوابته من قيادة "الجبهة الشعبية":"من غير المعقول وغير المنطقي ان يستطيع الاحتلال تحييد قوى المقاومة والاستفراد بهذا التنظيم أو ذلك التنظيم، من غير المقبول ومن غير المعقول أن يستفرد بهذا التنظيم المعركة معركة الجميع، وعلينا أن نكثف جهودنا وان تتعاظم كل قدراتنا لتوسيع دائرة الاشتباك في كل الميادين وكل الساحات."

وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول:" إن شعبنا الفلسطيني يقف بكل فصائله وقواه في خندق واحد في مواجهة العدوان على قطاع غزة"، مؤكدًا على شعار وحدة الساحات في فلسطين الشعار الذي رفعه "الجهاد الاسلامي".

وفي الرسائل التهديدية ضد الدول خارج فلسطين وخاصة لبنان وإيران كما يظهر يقول الناطق الصهيوني:" "اسرائيل" لا تخشى من أي شيء، "اسرئيل" هي أقوى دولة في المنطقة، ومن بين أقوى الدول في العالم، "اسرائيل" تمتلك قدرات عسكرية متنوعة كبيرة يحلم بها أعدائها، ونستعد لكل السيناريوهات".

ردًا على سؤال مراوغ من محطة فتنة فلسطينية للأسف أشاد القيادي محمد الهندي بالسلطة الوطنية الفلسطينية حيث قال: "أصدرت السلطة الفلسطينية إدانة لهذا العدوان وهذا موقف يحسب لها، ولكن هذا لا يكفي فهي سلطة الشعب الفلسطيني وليست سلطة دولة أجنبية او الأمم المتحدة من أجل ادانة هذا العدوان، فيمكن ان تتخذ اجراءات حقيقية ردا على هذا العدوان من مقاومة شعبية....".

وكان رئيس حركة الجهاد الإسلامي قد اتخذ موقفًا وطنيًا وحدويًا أيضًا عندما رفض دفعه لإدانة "حماس" أو "فتح" أو غيرهما على قناة الميادين، وهي أي الوحدوية (بالخطاب والميدان) دلائل مخيفة للنهج الصهيوني التفتيتي في نظرته للأطر الفلسطينية التي قد تختلف ولكنها تفهم الحدود خاصة حين يسيل الدم، ما يستوجب البدء من هذه النقطة والبناء.

7/8/2022م 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com    

مقالات متعلقة

.