بالرغم من أن موعد انتخابات الكنيست المفبلة تبعد عنا ثلاثة شهور، إلاّ أن القائمتين العربيتين "المشتركة" و "الموحدة" المتنافستين على الصوت العربي، بدأتا بنشاط ملحوظ تحضيراً لخوض الانتخابات من خلال وجهات نظر او ردود فعل
وقد لفت نظري المنشور الذي نشره الدكتور منصور عباس رئيس "القائمة العربية الموحدة" على صفحته الرسمية على موقع التواصل فيسبوك
يقول الدكتور عباس في المنشور: "على المواطن العربي أن يعي أنّه لا يوجد من يمثّله في البرلمان سوى الأحزاب العربية، وأنّ تأثيره السياسي الحقيقي على المعادلة السياسيّة في إسرائيل مرتبط فقط بوزن وقدرة تأثير هذه الأحزاب، وليس أي شيء آخر!" وأنهى النائب عباس منشوره بدغدغة شعور الناخب بالقول: " صوتك عربي أوّلًا!"
تعالوا نناقش الدكتور عباس بكل هدوء وبكل صراحة: منذ تأسيس الكنيست واحتضانه لنواب عرب، ماذا استفاد المواطن العربي وماذا تم تحقيقه يشكل ملموس للمجتمع العربي؟ كل النواب العرب السابقون واللاحقون يدعون بأن وجودهم في الكنيست هو لخدمة المجتمع العربي
وهذا الادعاء نسمعه في كل دورة انتخابية للكنيست
قالوا للمواطن العربي ان خوض الانتخابات في قائمة مشتركة واحدة ستكون ضربة قوية لليمين كونها (حسب ادعائهم ) تعبر عن وحدة الصف في المجتمع العربي
الناخب العربي صدّقهم وساعدهم عام 2015 في إيصال 15 نائباً الى الكنيست
فماذا كانت النتيجة فيما بعد؟ صفر
وبدلاً من أن تكون الضربة لليمين واليمين المتطرف، ارتدت الضربة الى المواطن العربي الذي صدقهم
فقد شهدت القائمة المشتركة انقسامات فيما بينها أدت أولاً إلى انفصال "الموحدة" التي يرأسها الدكتور منصور عباس وانفصال "التجمع" عن المشتركة وخوضهما الانتخابات بقائمة واحدة، بعدها في الانتخابات التي تلتها عاد التجمع الى الحضن الأم "المشتركة"، وبقي عباس وقائمته في الميدان
وفي كل انتخابات يتحدث المرشحون عن خدمة المجتمع العربي الذي ولغاية الآن لم يلمس منهم جميعا خدمات فعلية ملموسة باستثناء فقاقيع هنا وهناك
ثم جاء النائب عباس معتقداً، بأنه "سينشل الزير من البير" من خلال ارتمائه في أحضان اليمين وتعاونه معهم، بحجة أن العرب لن يكون لهم صوت مؤثر الا بمشاركتهم في الحكومة
وساعد في تشكيل ائتلاف أسفر عن تشكيل حكومة بزعامة اليميني المستوطن بينيت
فماذا كانت النتيجة للمجتمع العربي بالنسبة للقضايا الحارقة التي يعاني منها؟ بشكل عام لا شيء
ونحن نعود اليوم يا دكتور عباس إلى نقطة الصفر مع وعود جديدة بخدمة المواطن العربي ، فلا " المشتركة" من خلال معارضتها فعلت شيئاً للمواطن (وغير قادرة على فعل شيء) ولا "الموحدة" المؤيدة للدخول في حكومة استطاعت تحقيق أمور ملموسة ولن تستطيع
النائب عباس قالها هو نفسه في منشوره، "انّ التأثير السياسي الحقيقي للأحزاب العربية على المعادلة السياسيّة في إسرائيل مرتبط فقط بوزن وقدرة تأثير هذه الأحزاب"
لكن ما نلمسه عدم وجود قدرة ووزن لهذه الأحزاب
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن لعشرة أعضاء كنيست عرب انتزاع خدمات من أي حكومة، ما دام معظم نواب الكنيست ينتمون لليمين؟ فإذا كانوا غير قادرين في توفير خدمات عندما كانوا 15 عضوا فماذا سيفعلون وهم عشرة أعضاء؟
كفاكم تضليلاً للمواطن العربي، وبالأحرى للناخب العربي، الذي لم يستوعب لغاية الآن أن وجود النواب العرب في الكنيست هو من أجل مصلحتهم ومصلحة الأحزاب التي يمثلونها والمثمثلة بالدرجة الأولى في امتيازات مادية