خلال زيارتي لاحد الأصدقاء المقربين، دار حديث حول حفلات الزواج على اصنافها، وقد ذكر لي هؤلاء الأصدقاء جمالية عرس ابني الذي اقمناه في خيمة بسبب البرد والكورونا المشؤومة. واستشاروني الأصدقاء عن فكرة لحفل زفاف لم يكن لها مثيل، لابنهم الوحيد على خمس أخوات (اسف لاستخدامي كلمة "على" كون الابن أقل تعليماً من باقي أخواته)، فاقترحت عليهم ان يستأجروا قطعة ارض وان يجهزوها بكل المستلزمات لتتسع للالاف من المدعوين. فكان جوابهم ان الكثير من الناس يقومون بنفس الفكرة.
أقترحت على أحبائي ان يستأجروا سفينة تتسع لمئات الأشخاص، بحيث تنطلق السفينة من ميناء حيفا الى دولة أوروبية، وأن يقيموا عليها حفل الزواج، وان يتم اختيار الناس بدقة، وترتب الأمور من خلال شركة متخصصة بهذه الحفلات، وحتى يشعر الضيوف بالتميز اقترحت تنظم استراحة في جزر اليونان ليتعرف المدعوين على تاريخ اليونان مهد الحضارة والفلسفة، بلد ارسطو، سقراط وافلاطون. كم اقترحت ان ينضم في اليونان الى حفل الزفاف أحد عمالقة الطرب من دولة عربية، دون تحديد اسم البلد ولا اسم المطرب ليختاروا أصاب الحفل هم بأنفسهم.
بعد استراحة اليونان تقام مراسيم العرس في الأمسية الأقرب، وان يقدم للضيوم وجبات حسب طلبات مسبقة كان قد تقدم بها المدعوين: الخراف المحشية، الطيور المحشية على أنواعها والاسماك على تشكيلاتها، والتحلاية حدثوا ولا حرج. بعد الانتهاء من العشاء تجمع اللحوم وترمى في البحر للاسماك والحيتان، تخوفاً من ان تعاد وتلقى في اودية وسهول بلدتنا.
وأقترحت عند الوصول الى إيطاليا ان يقدم للضيوف "البيتسا" بعد عشاء اللحوم الدسم، وان يحضر الراغبين من المدعوين مباراة كرة قدم لفريق "يوفينتوس" الذي احبه انا شخصياً. فجأة أستفاق صديقي العزيز الغالي وسألني: كم تكلفة هذا الحفل؟ أجبته: سألتموني عن عرس لم يكن له مثيل، فأقترحت عليكم ما لم يكن في بلدنا، ولن يكون للابد، وكل شي بثمنه. عرسكم سيكتب عنه التاريخ: كعرس من الاحلام!!!