كييف عاصمة أوكرانيا ليست الفاتيكان، وليست بيت لحم، كما أنها ليست مكّة ولا المدينة، ليست قُمّ ولا النجف ولا كربلاء وحتى أنها ليست روما ولا باريس ولا لندن.
كييف مدينة مغمورة مُتواضعة المكانة والمقام والمقوّمات. لكن مع أنّها تقريبا نكرة، أي كييف، إلا أن زعماء أكبر واهمّ دول أوروبيّة حجّوا يوم أمس إليها . لم يجدوا فيها معلما دينيا عريقا وهاما مثل كنيسة البشارة مثلا في مدينة الناصرة الفلسطينية أين ترعرع سيدنا يسوع المسيح. لم يجدوا فيها كتدرائية مثل كاتدرائية فيينا رائعة الجمال المعماري.
ماذا وجد زعماء أوروبا في كييف؟؟؟!!! وجدوا أو أوجدوا مزيدا من الفتنة والتحريض على روسيا وعلى رئيسها بوتين.
"المسألة الاوكرانية ما زالت مشكلة "طازجة" طارئة مُفتعلة، ومع ذلك فقد "تنافخ" زعماء الغرب وأشهروا خناجرهم، بوحي وتشجيع من "الشيطان الاكبر" الولايات المتحدة الامريكية، ودعموا اوكرانيا بمزيد من مليارات الدولارات واليوروات، وبمزيد من الاسلحة الحديثة التي وصلت والتي تصنّع حاليا خصّيصا لدعم أوكرانيا أمام الجيش الروسي "الماشي" السائر بخطة محكمة للسيطرة على أوكرانيا وذيول النازية الجديدة، والسيطرة على عشرات المختبرات البيولوجية ومشغّليها من علماء الغرب ورجال مخابراتهم.
ماذا تفعل عشرات المختبرات البيولوجية في كييف؟؟؟!!! وقد كان الرئيس السابق الامريكي الطاووس الاشقر ترامب قد اتهم الصين بتصنيع ونشر الفيروسات.
لا تبحثوا عن الفيروسات في الصين بل اطلبوا العلم ولو في الصين وابحثوا عن مصادر الفيروسات والاسلحة البيولوجية في كييف وعلى "كيف كيف" أمريكا ودول الغرب!!!!
الروس شحنوا عشرات بل مئات من المختصين الغربيين في مجال الحرب البيولوجية ومثلهم من رجال المخابرات المخضرمين إلى موسكو لاستجلاء الامور وفضحهم وفضح كذبهم وزيفهم وسهولة اتهامهم لغيرهم وهم منبع البلاء ومنبع الفيروسات!!!!
زعماء الغرب "الاشاوس" تقاطروا على أوكرانيا وكييف ليست مقدّسة بالنسبة لهم، لكنها ذريعتهم لمحاصرة روسيا ومقدّراتها وخيراتها وخطّها السياسي المناهض لتوحّشهم والمناصر لشعوب العالم.
بوتسن صخرة راسخة جذورها عميقة تستمد صلابتها من قدرتها على هزيمة نابليون بونابرت والنازية في الحرب العالمية الثانية على أبواب موسكو ولينينغراد، وبثمن باهظ كلّف أكثر من ثمانين مليون ضحية في ردّ النازية عن الاتحاد السوفييتي، وتقاتل حاليا من أجل هزم النازية الجديدة المتمثّلة بالجيش الاوكراني والمرتزقة التابعة له.
فليتفسّح زعماء فرنسا وألمانيا وايطاليا كما يشاؤون في حقول القمح الأوكرانية التي أصبحت شعيرا...!!! ولن يجنوا إلا مزيدا من الحنظل وليس الحنطة، فشعار روسيا ورئيسها "يا جبل ما يهزّك" ريح، فما بالك ببعض فقاعات الزبد التي عنتها "رحلة" زعماء الغرب إلى كييف!!!!
لم نلحظ يوما قط أن قام زعماء الغرب بزيارة مشابهة إلى الارض المقدّسة للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت احتلال بغيض منذ 70 عاما، وكان الغرب وأوروبا بالتحديد سبب محنته ومصيبته والظلم التاريخي الواقع عليه دون ما ذنب اقترفه.
حيث قاموا بحلّ المسألة اليهوديّة التي صنعوها وابتدعوها على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه وماضيه وحاضره ومستقبله.
الزيف الاوروبي ما زال ماثلا، المداهنة الاوروبية ما زالت مستمرّة، الكيل بمكيالين دستورهم وديدنهم، فلا فرنسا تدين بمبادئ الثورة الفرنسية التي تغنّت بها طويلا وما زالت تحتفظ بمتحف الجماجم "جماجم الثوّار الجزائريين"، ولا ألمانيا تخلّصت من ماضيها النازي ولا ايطاليا نفضت عن جسدها غبار موسوليني وعار حذفها المجاهد الشيخ الجليل عمر المختار من الطائرة.
* منجد صالح - كاتب ودبلوماسي فلسطيني
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com