طريقة التعامل مع اقتراح القانون الذي تقدّم به غدعون ساعر، يؤكّد أنّ كتل المعارضة تعمل بكل الوسائل لإسقاط الحكومة الحالية
منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة الحالية برئاسة نفتالي بينيت، وحزب الليكود يخطط ويعمل على إسقاط هذه الحكومة بهدف العودة الى الحكم، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة نتنياهو. في سبيل تحقيق هذا الهدف، لم يبق باب الا وطرقه حزب الليكود، تخطى كل الحدود الحمر، استراتيجيته كانت ولا زالت إسقاط الحكومة الحالية وبأيّ ثمن، ألغى مفهوم الأيديولوجيا ووضع مصلحته فوق أيّ اعتبار. ومن الأمور المثيرة للسخرية والتي تؤكد اختفاء الفكر الأيديولوجي لدى الليكود وكافة الأحزاب السياسية الموجودة في حلبة السياسة الإسرائيلية الحالية، فما حصل لدى التصويت في الكنيست على اقتراح قانون "يهودا والسامرة" الذي تقدّم به مؤخرًا غدعون ساعر، حيث قامت بدعم هذا الاقتراح الأحزاب المُدرجة ضمن قائمة الأحزاب اليسارية وحتى بعض أعضاء الكنيست العرب، بينما عارض هذا الاقتراح حزب الليكود والأحزاب اليمينية.
طريقة التعامل مع اقتراح القانون الذي تقدّم به غدعون ساعر، يؤكّد أنّ كتل المعارضة تعمل بكل الوسائل لإسقاط الحكومة الحالية، من خلال عدم تمرير أي اقتراح قانون يتقدّم به الائتلاف الحكومي، ومحاولة تجنيد منشقين من الائتلاف، فهنالك ممارسة ضغوط شديدة من قبل الليكود وأحزاب اليمين الذين في المعارضة على أورباخ وقرا ، فحزب الليكود اليوم يسعى الى تشكيل حكومة بديلة برئاسة نتنياهو، ويبدو أنّه تخلّى عن فكرة إجراء انتخابات، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تمّ الكشف مؤخرًا عن إجراء محادثات بين كتلة الليكود في الكنيست وأعضاء كنيست من كتلة ساعر.
الأمر الذي يثبت إجراء مثل هذه المباحثات ورغم إنكار ساعر لذلك، التكتيك الذي لجأ إليه حزب الليكود مؤخرًا، ألا وهو تخفيف حدّة الهجوم على ساعر، من أجل فتح الباب له لاحتمال رغبته في الانضمام لحكومة برئاسة الليكود.
الوضع المعقد الذي دخل فيه الائتلاف بعد الهزيمة في التصويت على أنظمة يهودا والسامرة والتصويت الأول لأديت سيلمان ضد موقف الحكومة، دفع جميع قادة الكتل في الكنيست إلى التصرف بشكل طارئ. بينما لا تزال المعارضة تأمل في الإطاحة بالحكومة مرة واحدة وإلى الأبد من خلال تجنيد منشق آخر، حيث يتم الآن استثمار معظم الجهود في عضو الكنيست نير أورباخ من حزب يمينا بما في ذلك حملة برعاية ومئات الرسائل النصية التي يتم إرسالها إليه وإنشاء خيمة احتجاج خارج منزله.
أما أورباخ هو الذي قال بعد تصويت مازن غنايم من كتلة الموحدة ضد الموافقة على أنظمة "يهودا والسامرة"، أن "التجربة معكم باءت بالفشل". فعمليًا، من خلال هذا التصريح، هو التحضير لانسحابه من الائتلاف الحكومي، بعد أن أعلن بأن تجربة العمل المشترك مع الموحدة، وربما قصد أعضاء الكنيست العرب عامة، حتى الذين ينشطون في إطار أحزاب صهيونية، هي تجربة فاشلة.
بالإضافة إلى حملة الضغط على أورباخ ، يضغط نشطاء المعارضة أيضًا على قرا للانسحاب من الائتلاف والانضمام إلى سيلمان وعميشاي شكلي. هذا ما يأمله زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، فسيناريو الانتخابات لم يعد يناسب نتنياهو الآن، لأنه يعتقد بأن الانجرار إلى انتخابات جديدة ستخلط الأوراق. وهنالك شخصيات سياسية بارزة في الليكود تعتقد بأن الخيار المفضل لنتنياهو الآن هو حكومة أخرى برئاسته في الكنيست الحالية. ولا يزال المبعوثون نيابة عنه يتحدثون مع رئيس جماعة الأمل الجديد جدعون سار وممثليه، من أجل إقناعه بأن حكومة مع نتنياهو أفضل من الانتخابات الجديدة.
في هذه الأثناء، وبينما تعمل المعارضة بعدة قنوات لتجنيد المنشقين، أصبح التحالف يقظًا بشأن كيفية تفكك الحكومة ، لأن هذا له تداعيات دراماتيكية على المستقبل. فبموجب اتفاقيات الائتلاف ، في حال قام اليسار بتفكيك الحكومة، سيبقى نفتالي بينيت رئيسًا للوزراء في المرحلة الانتقالية، وإذا قام اليمين بتفكيكها ، سيصبح وزير الخارجية يائير لبيد رئيساً للوزراء.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com